|


علي الشريف
(كثّر غيرها)
2011-05-09
كثرة الأحداث تضعك في ريبة الكتابة أو ما دونت للمقال من (مفاصل), فهي الآن (أزحم) من السابق, فأنت ككاتب قد تجد أن من السهولة بقدر ما أن تدلي بعشرات الآراء في تفاصيل كثيرة ونواح عدة, وتجدك في الأخير أفتيت في الدين والرياضة والسياسة والثقافة وكل ما تطاله يدك وما ليس يدك, وعلى أن رأيك بمفرده قد يثير ويحرك ما كان راكدا ليتحوّل, (إذاً) وعلى ـ حد تعبير أو لزمة خطاب الأخ قائد الثورة ـ لم يعد الكاتب يجد الصعوبة في تعبئة الزاوية, ولا جعلها مفردات لا تلتصق بالوعي, ولا بما يكتب ويتخذ شكلاً ومضموناً ما يضيف وليس ما يحرّك فقط, وهذا ليس تقليلاً من أحد, فأنا آخر من يضيف, ولا أحرك أكثر من سبابتي التي تضغط على هذا البياض ليقول: كفى! عموماً تباينت ردود الفعل حول تباشير بقاء مدير فني واحد في دوري المحترفين السعودي من بين 30 هذا العام في دوري ليستمر خمسة أعوام, وكان سعيد الحظ مواطناً عربياً من تونس التي ترتب بيتها من الداخل, في ظل مباريات عربية وأفريقية بل وآسيوية تشهد الكثير من التأزم .
قلت إن الدوري السعودي لهذا العام لديه أكثر من 30 مديراً فنياً حضروا وغادروا وبقي منهم من بقي, غير أن فتحي الجبال ـ التونسي ـ ظل صاحب أكثر مدة إقامة مع ناد سعودي وأقصد نادي الفتح, ففتحي والفتح استمرا في شراكتهما التدريبية, فيما أندية أكبر أقصت المدير والآخر ولم (تصمت), أو تحقق نتائج على أرض الواقع, بل بلغت مراكز أسوأ مما هي كانت عليه, وتكرر نفس آلية البحث عن آخر يحقق بطولة ولا تجد, فيما تدفع الشرط الجزائي وتحمل مسؤولية الإخفاق على من أبعد أو المدير الفني, ذلك الذي في كل أصعدة أغلب الأندية العربية سبب النكبات بالمطلق, وبشكل يعفي إدارات هذه الأندية من (وجع رأس) أو ما خططت وفسد, ولا تتم عليه المساءلة, فهذه الإدارات (متطوعة) / (كثّر خيرها) / وقد (كثرغيرها), تلك التي تأتي بوعود وضع النادي في برج عاجي لا تلبث أن تكتشف أنه من هزيمة فتبادل تهم, وإجراءات محاسبية تعلق أمر الكارثة على المدير الذي رحل قابضاً ثمن صمته أو مكتفياً بشرطه الجزائي, (إذاً) ثانية: صار خبر بقاء المدير الفني لخمسة أعوام هو ـ الاستثناء ـ فيما الطبيعي العكس!! وتعلم وأعلم أن أي إستراتيجية عمل لا تغفل خاصية الزمن ولا تفكر في التعاقد بأقل من هذه السنين الخمس كي يقدم المدير ما لديه وفق المستقبل الذي خططت له الإدارة ويسير المدير بناديه تجاهه, وهذا لا يحدث في البلدان العربية, فكيف تنجز؟ هم يأتون برغبة (ما), فيما النادي وعام الرياضة (لا رغبة لهما), وبالتالي طردنا 29 وأبقينا 1 .. نحن لا نستخدم (فشلنا) في الجلب والإبعاد لسوء التخطيط.. إلى اللقاء.