|


علي الشريف
في غضون الهلال
2011-04-18
ردود فعل غاضبة في نادي الوحدة السعودي على إثر خمسة أهداف الهلال, وعود بالعقاب والمساءلة، وما تجمع الصدمة من تفريغ قد لا يدوم كثيراً في ظل فهم: لماذا خسرنا؟ وفهم يتجاوز ما يحدث على أرض ميدان يأتي فيه الأثقل والأخف وزناً متضادين, ويصبح فقه واقع تقنية الفريق هو الحكم, كأنما الوحداويون لا يعرفون هذا الهلال, ولا كيف كانت عشر دقائق المباراة الأولى بالنسبة له قراءة من أين تؤكل كتف الخصم, فيما بالنسبة للوحدة دقائق: كم سنصمد وفق فارق عنصر وعنصر, ومهارة وأخرى, وتركيبة وتركيبة, بل ونفسية ونفسية, ما يعني أن العاطفة لا تكفي, والأحلام لا تتقن الحقيقة وإن رأيتها أمامك تنهمر كبكبات ماء, وتقف على سبابة داخلك, الذي يحلم ولا يمتلك قدمين, ومن هنا من يعاقب من؟ هل عاطفة الوحداويين أم قدرة أقدام اللاعبين على مقارعة من هي أقوى وأمهر وأخف، وتتقدم منذ سنوات ويراها الوحداوي وغير الوحداوي ولكنهم جميعاً يتفقون على أن لا حلول أمام هذا الفريق الثقيل وزناً الهلال الذي لم يكتف بهدف ولا هدفين وبخمسة في مفهوم: تقدم دون هوادة وأكتب تاريخاً مختلفاً لهذا النوع من المواجهة, فالكبار لا يشفقون على خصومهم, والتاريخ يسير ولا يتوقف ويكتفي بالحلم ولذا لم تبرح الوحدة الكأس الواحدة, فيما جماهير الهلال كانت تعلم ماذا سيحدث داخل أرض الملعب فاصطحبت بطاقة بيضاء كتب عليها بالأسود الرقم 51, هل ثقة في هلالها, أم (نعمة) ما ليس لدى أندية أخرى من جماهير تثق وتعلم في أنها ستفرح وتصفق وبالتالي أحضرت اليافطات من الرقم؟ ما يعني أن تصريحات الوحداويين من أنها لن تمر بسهولة يغلب عليها الكثير من العاطفة, عاطفة معرفة الخصم, وعاطفة ما يجب أن يتقن من أحلام, وعاطفة من يخطط ويرى المستقبل, ومن يقرأ الخصم في مجمله بعناية وليس من مباراة واحدة, وكأنما ليلة الطموح ليلة واحدة في العام, وليس إرثاً يبني على درجات ولا درجات, ورؤية مستقبل بأهداف واضحة أقلها أن إدارة الوحدة جديدة تسلمت المستقبل من منتصفه على إثر ما حدث من صراع وبالتالي قس على ذلك ما خططت له من ضرب لاستقرار الهلال الفني وعناصره, وقوته القتالية داخل أرض الملعب, في لغة تسأل: أي منطق هذا الذي سأكسب به وسأخسر به, بل لماذا تلك التي تقول: خسرت وبخمسة ورأفة فكانت الصدمة التي صرخت: لن تمر الهزيمة مرور الكرام ولكنها مرت مرور الهلال, ذلك الذي أكره أن ينتصر طالما أنا لست من مدرجه ولكني أشجع آخر لا يعمل, ولا يحقق ما يحقق هذا الهلال الذي لـ(أفرغّك): (أكرهه), كررتها ووضعتها بين قوسين انتصاراً لعاطفتي وعاطفتك المحبطة تلك التي في آخر ولا تتحقق, تلك التي ستلد أيضاً اليافطة البيضاء والسوداء الـ 52 له بالمدرج, في غضون الهلال .. إلى اللقاء.