|


علي الشريف
نحن
2011-03-14
فقط أسأل: لماذا يعتقد هؤلاء أنهم سيتحدثون عنّا بالنيابة؟ ويقررون مستقبلنا بالنيابة؟ ويختارون وطناً لنا؟ لماذا يضعون الألغام والأيام بما فيها من غضب؟ لماذا يحيكون لنا المطالب وأحلام ما يعتقدون أن نأتي عليه؟ لماذا يحاولون الاستثمار فينا بالقتل؟ قال قلبي: لماذا هرب إذاً؟ بكم باع؟ لماذا رهان على الدم بالكلام, والتراب بالخديعة, والوحدة بالتفكك والانحلال؟ قال قلبي: كم كذب ذلك المرتزق وخان واختنق من ربطة عنقه, تلك التي يجّر منها للكلام, كمن تسلموا أوطانهم (جثة) بعدما تم بيعه من ضمير.
ما يجب أن يعيه - السماسرة والمرتزقة - أننا تجاوزنا أحلامهم المريضة, فلسنا مكّبة أحد, ولا فكر أحد, ولا بضاعة استرزاق لأحد, نحن وعي أمة جبلت على حب تراب وطنها, وحدتها لا تأتي ـ بالتبضع ـ ولا بما يتم استدراجه من مال, فلسنا آخر يستمال, ولا الرغيف, ولا ما يقتل ويفجر, ولا الطائفة والقبيلة, ولا الأحقاد المؤجلة أو الصغار وحبوب الهلوسة, ولا من يتاجر في من, نحن الفرد الذي كبر كوحدة لا تتجزأ, وصار الوطن واليقين, ما عدا ذلك أحلام اللصوص وتحين الفرص, فليثق هؤلاء, أننا مع كل محاولة شر, بيعة جديدة, وحدة جديدة, حالة حب لوطننا وقيادتنا قديمة - جديدة - فريدة, ثق أيها الأحمق أننا لسنا مكّبة أحد, ولا استدراج ضال, (نَحنُ) لهذا التراب, ولهذه الأسرة الكبيرة (الوقورة) التي نحب, ولهذا الشعب, (نَحنُ) قطرة ما تشكل من وعي, ما كان خيبة أمل كجمعتكم تلك وسائر أيامكم التعيسة, فيما تطلبون الفتنة (لعن الله من أيقظها), والقتل, والسحل, والتفريق, لا تراهن سوى على ما أنت ومن أنت وأين أنت هنا قل: لماذا خذلوني كما لو طني خذلت؟ (نحن) لسنا صفحة أحد, ولا أحقاد أحد, ولا دسائس أحد, ولا ظلام أحد, نحن الوعي وما تشكّل من دعاء, والحب وما بلغت درجات الكبر في اعتقاده ويقينه وطن وبمثل هذه - الهلوسة - راهن على وعي ما (نحن), وليس ما أنت, فلا نبحث عن خيارات وطن, ولا عن مواصفات نظام ولا صفقة لمن نبيع له أنفسنا, أو نقدم له شعبنا قرابين, ثق تماماً في ذلك, فيما نعلم جيداً أننا نعمل ونجتهد, ولسنا ملائكة ولا بلا أخطاء, ونصلح الخلل تلو الخلل, وفي نفس الوقت لا نبحث عمن يحلم عنا بالنيابة, ولا عن من يقرر عنّا مستقبلنا بالنيابة, لسنا مع القابع في بالتوك, ولا في صفحة فيس بوك, ولا فندق أقصى الغرب فيما لا شرق له سوى أن باع وقبض ثمن ما هو من (لا شيء).. إلى اللقاء.