|


علي الشريف
متحف الكرة
2011-01-31
غطت الأحداث السياسية على متعة كرة القدم، وعلى صعيد عدد من الدول العربية، التي تحاول أن تخط خارطة طريق جديدة، ما جعل الجمهور هذه المرة يخرج ليس للتشجيع بل لتحقيق مالديه من أوجاع، ومن هنا عاشت الرياضة العربية في غضون الأيام الماضية أسوأ مرحلة لها، ما بين السياسة وماليس السياسة، فمن خروج عربي آسيوي مشرف جدا، من باب (أنكّت), إلى مسيرات حطمت كل شىء، ومنها غرق ملاعب كما يحدث في جدة، وبالتالي تعطيل تمارين، ثم ردة فعل نفسية من مشاهدة حتى مباريات كرة قدم ليست عربية، وبين هذا كله جاء النهائي الآسيوي، وغادرت اليابان بالفرح  ولم تحقق أستراليا أكثر من الرتبة 2 ولكنها تتقدم.
من هنا ستعلم أن هذه الهزات السياسية ستلعب دورا كبيرا في اليمن مثلا وفي السودان وفي تونس وفي مصر وقد في بلدان عربية كثيرة، فأنت لاتعلم من (سيقوم بحرق نفسه)، ولا من سيكون من ثوار فيس بوك، وبالتالي تستنتج سلفا أن وضع الكرة العربية (المرتبك) سيرتبك أكثر، فيما الرياضة فقط من ستخلص الكثير من الأنظمة مما يحدث وقد يحدث، فهي كما جبلت عليه عربيا (التفريغ)، وفك (المتظاهرين )، بل وجعلهم على قدر رمح واحد من الوطنية، والقومجية، والفرح.
بمعنى أنه لو ذهبت الصحيفة بل الوسيلة الإعلامية أيا كانت إلى الحديث عن طرد المدرب (س) وتعيين (ص) لوجدت أن الجمهور بمن فيه من سياسيين - ومثقفين - قد يهمهم الأمر كثيرا، وكما حدث ويحدث لمنتخبات عربية - قرعت - وهوجمت من كافة أطياف المجتمع بما فيها السياسي وغير السياسي، بل أن مثل ردود الأفعال هذه حدثت حتى على مستوى منتخبات كإيطاليا والأرجنتين، ولا أرى أن نستنكر مشاركة السياسي أو المثقف برأي في الرياضة، وكأن هذا وذاك من كوكب المريخ وليست لديهم بطاقة أحوال، قلت: إن الرياضة فقط هي لعبة الخلاص لدى هذه الأنظمة، التي قد تتعرض للقذف بالفوارغ، ولا أعمم بل أقول بعض الأنظمة التي رأتها تلك الجماهير لاتجري عمليات إصلاح، ولا تخلصهم مما هم فيه من أوجاع.
غير أن انعكاس كل ذلك سيعطل حركة الرياضة العربية، أكثر مما هي معطلة، من باب تغيير وجهة الصراع للرياضة دون تركيز، ومن باب أن التغيير السياسي فيما لو سيجلب قيادات وقناعات عربية جديدة تبدأ من تحت خط الصفر، وبالتالي تخضع الواقع لـتجارب جديدة، تنسف القديم وتبني عليه الأحلام الجديدة، كأنما الأمر أشبه بالفوضى الخلاقة أليس كذلك؟ .. إلى اللقاء.