|


علي الشريف
يحلمون !
2011-01-24
لو فككت ربع قرن الآخرين، وبحثت عن كؤوسه، لوجدت أنه أقل بكثير من ربع قرن السعوديين في الكرة، ومن هنا تعلم أن فن تكريس الهزيمة, بما يحمل من لغة وزوايا حادة لا يقصد النقد، وفق ما يجب أن يكون، بل بقناعة: ما يجب أن يُسير ويختار الوجهة للواقع وللآخر، وجهة ترضاها العقول (إيّاها)، تلك التي تفرح للسقوط لا أكثر.
من هذه التوطئة لا تغفل الخلل، وترفض في ذات اللحظة، أن يأتي بمثل هذا الحجم من التفخيخ، أعلم سلفاً أن كل كبير ينتقد بحجم قامته, مع أن خانة الألم في كافة المنتخبات العربية تكاد تكون واحدة ومرتبطة بصانع اللعبة أكثر من اللاعب، فهو وأقصد صانع اللعبة (يختار للمرمى الكرة، وللكرة أقصى الزوايا البعيدة المبهمة)! والعبارة المقوسة من كتاب كرة القدم بين الشمس والظل لإدواردو جوليانو.
لو قام الناقد بتشخيص واقع الرياضة العربية لوجدها كومة أشياء متشابكة، بين الفهم، الوعي، الممارسة، الأماني، وخندَّقة التوجهات، فهي ترفع شعار الصناعة ولا تحقق المستهدف من الإنتاج، في ذات الوقت ترفع شعارات أخرى وتزايد على بعضها لا أكثر، من الصعوبة أن تحمل أكثر من رؤية ـ ضبابية ـ لا تعلم (متى) الأهداف، ومن هنا يكثر هرج ومرج من يقرؤون واقع الهزيمة، هم أيضاً في خانة (صوتك وصل)! من لا يرى وينظَّر فيما قد أستثني قلة قليلة جداً من هذه الفوضى الخلاقة التي لم تنجب حتى الآن أمناً ولا استقراراً.
قلت صناعة، كون علاقة الكرة بالقابع في مصنع إنتاج ليقدم لك رغيف أحلامك، الذي عليه أن يتقن بالنيابة عنك ولكنه لا يفعل، قلت: لماذا يخطئون فينا؟! ما عدا ذلك من عنتريات لا علاقة للكرة به.
أنتظر من سيقدمون استقالاتهم، وفق منطق الفشل، إن كان فعلاً للإعلام دور المحرك، ولصانع اللعبة جهد المنتج ومسؤوليته، فالكرة خارج المرمى، وإن كان الأمر يقاس بالوطنية فليستقل 6 رؤساء اتحادات عرب جدد على إثر الخروج المر، فصانع اللعبة أخطأ الرؤية وإصابة الأهداف، وكذلك الإعلام (المتمني) والآخر, بل ولصانع اللعبة الذي لم يحقق في ربع قرن كأساً واحدة ولو حتى بطولة ـ كيرم ـ سوى بلوغ الدور والآخر والخروج! على الأقل لدينا ثلاث كؤوس آسيا و4 تأهلات للمونديال العالمي، وثلاث كؤوس عالم، ودورات خليج، وكؤوس عربية، وبطولة العالم الإسلامي، وصانع لعبة طلب إعفاءه من منصبه، ربع قرن مشرف فكيف حال ربع الآخرين؟ إنما الشيء بالشيء يذكر.. أشجع المنتخب السعودي بتعصب.. فما حدث له حدث لإيطاليا والبرازيل والأرجنتين وكل منتخبات الدنيا.. لا أقارنه بمن هم أقل.. ويحلمون.. كررها.. يحلمون.. إلى اللقاء.