على قرع الطبول، ورقصات العالم وهو يترك بعضه في جنوب أفريقيا، فيما بعضه الآخر يغادر، أكتب عن المونديال بلغة أشبه بالضجيج المتناقص، ذلك الذي انطفأ أمس، بعد أن أشغلنا بأفراح وأحزان غير متوقعة ولو على الأقل بالنسبة لي، فلم أرشح لـ(اللقب) إلا إيطاليا وسقطت، ولم أستمتع إلا بها في ربع ساعتها الأخيرة في المونديال، بعدها لم أتفاجأ، ولم أشعر بأن ما يحدث سوى (فوضى) غير متوقعة (كركبت) فينا المشاعر، تلك التي تعودت أن تلاحق آخرين قد لا تعرفهم، ولكنها الكرة، يحدث من خلالها ما لا يحدث في حسابات أخرى.
ـ ولكنها بحق كأس عالم مختلفة، على صعيد حجم وتكوين الكرة، ونسبة عدل الحكم والآخر، بل حتى على مستوى اللصوص، وعلى قدر أقدام من هجرتهم الكرة، فقد أتوا هذه المرة مختلفين في لغة خطابهم، وقاماتهم من لاعبين مهرة إلى (ثرثرة أكبر)، كبيليه، مارادونا، بيكنباور، بلاتيني، هل أكمل العد؟ لا داعي لذلك، ولكنها كأس مختلفة، تلذذ بها الأسبان والهولنديون أكثر، فيما لا أعلم مصير الإخطبوط بول، ذلك الذي ينتقي الفرح بعين لا ترى مليئة بألوان العمى.
ـ لا يهم، فكل مال جمع، وكل تاجر قد يكون صعد للأعلى من كرة تتقاذفها الأقدام، إما على صعيد معنوي أو على آخر تجاري، جعل من قنوات تكسب، وأخرى تعلن إفلاسها، لن أتحدث على صعيد المحلل والناقد ومن كان ينطق (جملاً نقدية صحيحة تحرز أهدافاً، ومن كان يسدد خارج المرمى)، ولكني أقف عند كون هذه الكأس جداً مختلفة، على صعيد الاستضافة، ونقيض ما كان يتوقع من أبطال، ومستوى تقييمك لها كـ (لذة) أو كأداء كرة قدم أو كمعارك ومخططات عمل ألقت بالكبار فعلاً خارج حضانة احترام العالم هذه المرة، فلم تكن البرازيل ملكة، ولم تأت البرازيل كخاتم سولتير، ولم يدر في خلد الألمان أن تتعطل المكائن عن الإنتاج أمام أقدام مختلفة هذه المرة كأسبانيا تلك التي أتت متعثرة لتقف على قدميها بقوة، وبمثل هذا المنتخب الذي يتطور منذ ثلاثة أعوام وأكثر ويسير بـ(دم حار) نحو تأسيس خارطة مجد.
ـ لا أعتقد أن وزن وحجم الكرة، وتكوينتها، ومادتها الخام قد يشغلنا كعرب، كون ذلك ليس من اختصاص مراكز الدراسات (الكثيرة) لدينا، أقول الكثيرة كوننا لا نمتلك منها (شيئاً)، ولكني عبثاً أحاول أن أحرك مشاعرنا الباردة تجاه الأشياء، فيما نبدأ رحلتنا الجديدة نحو التأهل العربي المقبل لكأس عالم البرازيل تلك التي يجب أن نتأهل لها ولا نعلم لماذا يجب وكيف، كوننا سنكون مشغولين بالتأكيد بكم سنجمع من ميداليات ذهب وفضة وبرونز في أولمبياد لندن 2012، وبالتالي سيأتي جدول أعمالنا مزدحماً، ولا داعي لأن تحلل مراكزنا DNA ما حدث في جنوب أفريقيا، وكيف تقدم من تقدم وخرج ومن خرج، وهل قد يستفيد منه عشرات المديرين الفنيين الذين سيذهبون بمنتخباتنا إلى البرازيل أم لا؟
ـ قال لي رأسي: لماذا كان بيكنباور أكثر منه حضوراً كلاعب في المونديال، لماذا مازال بيليه كثيراً، وبلاتيني المتوعك يقاوم الغياب، ولاعبون (مدربون) في المونديال جاءوا مع منتخباتهم، فيما نتناقص ونضمر، يبدو أننا لا يجب ألا نأتي إلا مرة واحدة، كوننا جيل نادر لا يتكرر ولا تظهر سلالته إلا وقت الهزيمة، نحن شعوب لا تفكر ولا تستطيع أن تأتي إلا كشعوب، أدور في فلك كأس العالم، ماذا نستفيد منها فيما كانت أول مشاركة (قومجية) لنا أو عربية في 1934، ثم تواصلت الأمجاد؟ هل يجب أن نذهب إلى هناك؟
إذاً كيف يجب؟
ـ قد تقول: هذا نوع من جلد الذات، حسناً، هل لدينا ما ليس ذلك؟ قدم لي أكثر من كون أغلب لاعبي الكرة العرب - فيما عدا قلة - ذهبوا إلى ذاكرتنا المفقودة، حدثني عن غير أولئك الذين يتبضعون التحليل الفني من باب مهنة في اليد أمان من الفقر، كون مستقبلهم لا يجب أن يأتي أكثر من ذلك، من هو المنتخب العربي الذي تصاعدت مشاركاته في المونديال منذ 1934 وبلغ طرف نهائي أو حتى ثمنه أو ربعه؟ ما يعني أننا نجمع ونحلل وندرس أخطاءنا بعناية، تلك التي تبدأ من معركة أم درمان وتتحطم في أعتاب الدور الأول من المونديال.
ـ كأس غريبة أليس كذلك؟ الغريب أن نقادا وصحافيين ومتتبعي أثر، كتبوا نفس عبارتي ـ الفكرة- هذه منذ العام 1934، ولم يتحقق من أحلامهم شيء حتى اللحظة، جميعهم مارسوا جلد الذات الذي يغضبك ولكن جلودهم تقبل المزيد.. إلى اللقاء.
ـ ولكنها بحق كأس عالم مختلفة، على صعيد حجم وتكوين الكرة، ونسبة عدل الحكم والآخر، بل حتى على مستوى اللصوص، وعلى قدر أقدام من هجرتهم الكرة، فقد أتوا هذه المرة مختلفين في لغة خطابهم، وقاماتهم من لاعبين مهرة إلى (ثرثرة أكبر)، كبيليه، مارادونا، بيكنباور، بلاتيني، هل أكمل العد؟ لا داعي لذلك، ولكنها كأس مختلفة، تلذذ بها الأسبان والهولنديون أكثر، فيما لا أعلم مصير الإخطبوط بول، ذلك الذي ينتقي الفرح بعين لا ترى مليئة بألوان العمى.
ـ لا يهم، فكل مال جمع، وكل تاجر قد يكون صعد للأعلى من كرة تتقاذفها الأقدام، إما على صعيد معنوي أو على آخر تجاري، جعل من قنوات تكسب، وأخرى تعلن إفلاسها، لن أتحدث على صعيد المحلل والناقد ومن كان ينطق (جملاً نقدية صحيحة تحرز أهدافاً، ومن كان يسدد خارج المرمى)، ولكني أقف عند كون هذه الكأس جداً مختلفة، على صعيد الاستضافة، ونقيض ما كان يتوقع من أبطال، ومستوى تقييمك لها كـ (لذة) أو كأداء كرة قدم أو كمعارك ومخططات عمل ألقت بالكبار فعلاً خارج حضانة احترام العالم هذه المرة، فلم تكن البرازيل ملكة، ولم تأت البرازيل كخاتم سولتير، ولم يدر في خلد الألمان أن تتعطل المكائن عن الإنتاج أمام أقدام مختلفة هذه المرة كأسبانيا تلك التي أتت متعثرة لتقف على قدميها بقوة، وبمثل هذا المنتخب الذي يتطور منذ ثلاثة أعوام وأكثر ويسير بـ(دم حار) نحو تأسيس خارطة مجد.
ـ لا أعتقد أن وزن وحجم الكرة، وتكوينتها، ومادتها الخام قد يشغلنا كعرب، كون ذلك ليس من اختصاص مراكز الدراسات (الكثيرة) لدينا، أقول الكثيرة كوننا لا نمتلك منها (شيئاً)، ولكني عبثاً أحاول أن أحرك مشاعرنا الباردة تجاه الأشياء، فيما نبدأ رحلتنا الجديدة نحو التأهل العربي المقبل لكأس عالم البرازيل تلك التي يجب أن نتأهل لها ولا نعلم لماذا يجب وكيف، كوننا سنكون مشغولين بالتأكيد بكم سنجمع من ميداليات ذهب وفضة وبرونز في أولمبياد لندن 2012، وبالتالي سيأتي جدول أعمالنا مزدحماً، ولا داعي لأن تحلل مراكزنا DNA ما حدث في جنوب أفريقيا، وكيف تقدم من تقدم وخرج ومن خرج، وهل قد يستفيد منه عشرات المديرين الفنيين الذين سيذهبون بمنتخباتنا إلى البرازيل أم لا؟
ـ قال لي رأسي: لماذا كان بيكنباور أكثر منه حضوراً كلاعب في المونديال، لماذا مازال بيليه كثيراً، وبلاتيني المتوعك يقاوم الغياب، ولاعبون (مدربون) في المونديال جاءوا مع منتخباتهم، فيما نتناقص ونضمر، يبدو أننا لا يجب ألا نأتي إلا مرة واحدة، كوننا جيل نادر لا يتكرر ولا تظهر سلالته إلا وقت الهزيمة، نحن شعوب لا تفكر ولا تستطيع أن تأتي إلا كشعوب، أدور في فلك كأس العالم، ماذا نستفيد منها فيما كانت أول مشاركة (قومجية) لنا أو عربية في 1934، ثم تواصلت الأمجاد؟ هل يجب أن نذهب إلى هناك؟
إذاً كيف يجب؟
ـ قد تقول: هذا نوع من جلد الذات، حسناً، هل لدينا ما ليس ذلك؟ قدم لي أكثر من كون أغلب لاعبي الكرة العرب - فيما عدا قلة - ذهبوا إلى ذاكرتنا المفقودة، حدثني عن غير أولئك الذين يتبضعون التحليل الفني من باب مهنة في اليد أمان من الفقر، كون مستقبلهم لا يجب أن يأتي أكثر من ذلك، من هو المنتخب العربي الذي تصاعدت مشاركاته في المونديال منذ 1934 وبلغ طرف نهائي أو حتى ثمنه أو ربعه؟ ما يعني أننا نجمع ونحلل وندرس أخطاءنا بعناية، تلك التي تبدأ من معركة أم درمان وتتحطم في أعتاب الدور الأول من المونديال.
ـ كأس غريبة أليس كذلك؟ الغريب أن نقادا وصحافيين ومتتبعي أثر، كتبوا نفس عبارتي ـ الفكرة- هذه منذ العام 1934، ولم يتحقق من أحلامهم شيء حتى اللحظة، جميعهم مارسوا جلد الذات الذي يغضبك ولكن جلودهم تقبل المزيد.. إلى اللقاء.