|


علي الشريف
الوزراء في لبنان
2010-04-05
.. والمكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب على وشك أن يبدأ اجتماعاته الـ (53) في بيروت, والتي تعنى بالبرامج والأنشطة الشبابية والرياضية العربية, وتناقش توصيات عدد من اللجان المعاونة بالمجلس، مثل اللجنة الفنية الرياضية, والفنية الشبابية, إلى جانب التطرق للدورة المدرسية الثامنة التي ستقام بقطر, وينتخب أعضاء المكتب التنفيذي لدورته المقبلة لمدة أربعة أعوام يمثلون ثماني دول عربية من أعضاء مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب, لا بد وأن نستبشر خيرا, لاسيما ونحن نشاهد أن شباب العرب يهبطون إلى أرض الملعب, ويمارسون العبث, فيما بين التجمع العربي والآخر, وفي مسلسل لم تنته حلقاته منذ عشرين عاما, ولابد وأن تستبشر خيرا , ورياضتنا العربية فيها ما هو (مجمد) كالكويت, وفيها ما هو ( يغلي) فيما بين المنتخب العربي والآخر وهم يغادرون كأس العالم دون تأهل, وبشكل أشبه بالانتحار الجماعي, لابد وأن نعلم أن آخر الإحصائيات للمناهج الرياضية في بعض الدول العربية لا تغني من جوع وفق أرقام عدد المناهج التي أعلن عنها مؤخرا, وبشكل يجعل الرياضة المدرسية, غير مختلفة, عما كانت تأتي عليه فيما أتمنى أن يكون رأيي خاطئا في هذه المسألة.
ـ أتذكر عشرات الأزمات الرياضية العربية التي لم يقم بحلها وزير رياضة عربي, سواء على صعيد دولة وأخرى, أو تضرر بلد عربي من قرارات (فيفا) مثلا, ولا أدل من مباراة مصر والجزائر, كانت الحلحلة من وزراء خارجية وليس من قبل وزراء رياضة, وإن كنت لا أغفل (البروتوكول السياسي) ولكن أين دور الوزيرين الرياضيين العربيين في ذلك؟!
ـ أتذكر كيف أن الكويت مثلا (كأزمة) ظلت شأنا كويتيا داخليا, ولم يتم تداول ملفها عربيا, حتى بلغت درجة تجميد ألعابها ولعباتها تحت الصفر, ثم أرتبك وأنا أشاهد ما يحدث من جماهير إماراتية, وقبلها جزائرية ومصرية, وعد واغلط, وأرتبك وأنا لا أجد مثلا ـ الكتاب ـ الرياضي العربي في أغلب معارض الكتاب إلا بعد جهد مضن, وأسوق
مثال الكتاب من باب كونه من يوعي الشاب أولا وأخيرا .
ـ كانت ومازالت الرياضة العراقية منذ الغزو وحتى اللحظة بين طائلة (الحل والانفلات) , وقعت تحت طائلة (فيفا), وأعتبر الأمر شأنا داخليا, الغريب أن كافة الوزراء في المجالات الأخرى يجتمعون اجتماعات طارئة لمناقشة حل أزمة, فيما وزراء الرياضة لا يجتمعون, ولا يحلون أزمة , ليس لديهم (مبادرات)!
ـ سأقفز على ذلك, ولن أقف عند ملفات البطولات العربية (في وقت سابق) , ومن يترشح لتنظيمها , كون دولة ما ستنظم أي بطولة عربية حتى لو كانت خرجت من حرب, ولا تمتلك بنية تحتية رياضية تشفع لها بالحصول على أرباح وخسائر التنظيم .
ـ الوضع الراهن اختلف في مرحلته الحالية , وإلى حد كبير , وفق ما نراه حاليا من تباين في وجهات النظر , ومن طلب ترشيحات, وسحب ترشيحات, ومن انتخابات, ومن انقسامات أدت في الأخير إلى أن يتقدم الأفضل, ولاسيما أن الاتحاد العربي على مستوى التخطيط , والإنشاءات , وتحديد الأولويات , بدأ يتخذ مسيرته الجادة , بعد أن كان (تعب) فيما بين عرب وعرب, وفيما بين (من معه ومن ضده) , وفيما بين من يحلمون ولا يستيقظون.
ـ أتفاءل كثيرا به , وأتناقض , كوني أعلم مدى وعي وثقافة من يعملون من أجله , ومن يقفون خلفه , ومن يتبنون شعار إصلاحاته , بعد أن كان بين جالب وطارد ومحب وكاره , لا أعتقد أن الوعي فينا لم يتطور , ولا أعتقد أيضا بكون هناك لا عمل, ولكني أعتقد أن الاتحاد العربي (بمن فيه من وزراء) , يدركون مدى خطورة المرحلة , وبشكل غير منفصل عن الأوضاع السياسية, وبالتالي لابد وأن نرى في لجانه الرياضية والشبابية الفنية ما هو أوراق عمل, ما هو نقاش وتنفيذ , ما هو حلحلة , ويكفي أن يكون من بين من يديرون مستقبلهم من هم في لجان دولية, ومن هم سياسيون ومن هم اقتصاديون, ومن هم (وزراء), ما يعني أن نطلب الكثير, وألا نرضى بالقليل, على صعيد العربي الرياضي والشاب والشابة واللجنة والأخرى .
ـ بالضرورة أن تكون أجندة من يتم انتخابهم من الدول الثماني واضحة , بالضرورة أن نتبنى العمل الجماعي حتى لو كانت الأزمة أزمة داخلية, لاسيما وهي تصب في رياضة عرب, وقد تفهمني (أسخر) فيما لو سقت مفردة (مبادرة) كون شأننا السياسي العربي أغلبه مبادرات, ولكني أعنيها هذه المرة , لابد وأن نتجاوز مرحلة الانزواء إلى الداخل , وأن نخرج لبعض أكثر , وأن نتقبل بعض أكثر, وأن نخطط كفريق عمل, وليس أن نتفرج فيما بين أزمة آخر أو وأخرى , أعني بذلك وزراء الرياضة العرب , كون اجتماعاتهم عادية جدا, لا تأتي وفق أزمة ولا حلحلة , على غرار السياسي والاقتصادي, إلا فيما ندر , حتى ندر هذه لا أتذكرها إلا في سياق ترشيح أو انتخاب.
ـ لا يجب أن يكون في الاتحاد العربي من لا يخدمه لأجلنا, وقد تكون هذه الشفافية مضرة , ولكنها تحدث , ففي السابق وجد من حاول الزعزعة, ومن لا يعمل, ومن يداهن, ومن كان متفرجاً ومن شق صف وآخر, وبالتالي كانت مرحلة أصعب من أية مرحلة, ولكنه صمد, ولكنه الآن كبر, ولكنه الآن بوعي مختلف للمرحلة, ما يتطلب ممن ينتمي له أن يكون حقيقياً, وفق ما ( نعتقد), دون أن نزكي أحدا, دوما وأبدا أدعو له .. إلى اللقاء.