|


علي الشريف
 ياسر بنو هلال
2010-02-15
 (أفلس)! وببرود شديد.. وكأن الأمر أشبه بكشف حساب أو (برنت آوت) لرصيد نقص, وقد يكون انتهى, وهذا بالنسبة للاعب النجم ليس صحيحاً, وفق كرة القدم فحالة حضور النجم طمأنة لزملائه داخل الملعب, ووفق كرة القدم اللاعب الخبرة عندما يتحرك بخطوات محسوبة يكون سبباً في هدف وآخر, ووفق كرة القدم هالة النجم تربك الخصم, ثم أن ليس بالضرورة أن يحرز هدفاً في كل مباراة, ليس بالضرورة أن يكون هو فقط فيما فريق بأكمله لا يسجل الأهداف!
ـ ناحية أخرى.. إذا ما كان القرار بإشراك اللاعب قرارا فنيا بحتا، فليس بالضرورة أن يكون رأيك ورأيي صحيحا في مسألة إطلاق لقب (أفلس) على لاعب كبير بهذا الحجم، فالمدير الفني من يحدد أدواره ومقدرته على تنفيذ مهامه فيما نحن ننظر للأمر من زاوية الهداف الذي يسجل في كل مباراة، ولأن كرة القدم علم ونظريات وفهم تدريبي لا يمكن أن تكون وجهة نظرنا صائبة ولاسيما أن هذا المدير الفني يحقق لفريقه بطولات ويتجاوز اللغم واللغم الآخر، ما يعني أنه (أعلم) بمدى نسبة تراجع لاعب عن آخر، وبالتالي يختار وفق فهمه من يقبعون على دكة الاحتياط ومن يجب أن يهبطوا أولاً إلى أرض الملعب أو المواجهة.
ـ أتحدث عن ياسر القحطاني, الذي قد ترى وأرى أو تقول وأقول بتراجع مستواه، ولكن هناك مديرا فنيا يشير إلى عكس ما نذهب إليه, فجيرتس المدرب يرى العكس، وفق هالة ياسر، ووفق كونه كبيرا مجرد وجوده في مقدمة الهلال رعب للآخر، بل قد يكون ياسر (طعم) وغيره من يسجل الأهداف وفق فكر جيرتس، وقد نكون أنا وأنت على حق في كون ياسر لا يسجل أهدافا بنفس الكم، ولكنه قد يصنع أهدافا بنفس الكم والكيف أيضا من خلال فتح ثغرات مرورا للاعب هلالي آخر!
ـ ثم إن حالة (التراجع) بالنسبة لنجم كرة القدم واردة، ولكن ليس إلى درجة الإفلاس التي تطلق على ياسر وبهكذا آراء لا أعتقد أنها تصيب الهدف وتضيع فرص التسجيل كما يفعل ياسر مؤخرا، ولكن يظل حضور النجم الكبير مؤشرا، ويظل عنصر طمأنة، ويظل تكتيكا وقوة دهاء فيما بين مدير فني وآخر.
ـ ليس دفاعا عن ياسر وإن كان يستحق ذلك، ولكني أطالب فقط بفهم العملية التدريبية أولا وأخيرا، ثم إن ياسر ليس لاعب ناد فقط، وليس نجما عاديا، وليس غير مثقف، ولا متعلما، ولكن كافة لاعبي وفرق أندية العالم تمر بمراحل مختلفة من التوهج والتراجع، وما ليس منطقيا أن تطلق عليه عبارة (أفلس) أو يتم تكريسها وفق بعد النادي الذي لا أشجع واللاعب الذي لا أفضل.
ـ بين هذه وتلك تأتي العبارة مطاطة بين (ناقد) وآخر، وفق عملية الفهم، ووفق الرغبة، ووفق محب وكاره, ووفق لون وآخر، ولكن ما ليس منطقيا أن يغفل (ويلهامسون) مثلا وهو يهدر من الفرص أكثر من ياسر بل لعله برأسيته تلك أمام النصر أشار إلى كون أدواته ضعيفة جدا في مواجهة المرمى وفق كم ما أهدر من فرص وسجل، ولكنه لدينا لم (يفلس)!
ـ أقصد ألا نمارس هذا النقد (الجماعي) وكأننا نقف في طابور ونلزم بالإدلاء بآراء جماعية متفق عليها سلفاً، فالنقد لا يقف في طوابير، والنقد يأتي وفق وجود ناقد متمكن، بالضرورة أن يفهم أدوات اللعبة كي يمارس اللعب.
ـ لماذا لم يؤخذ الأمر من زاوية دوره التكتيكي، وأقصد ياسر كحلقة مهمة في خارطة فريق يؤدي بطريقة محكمة كل له دوره، وهل إذا ما كان مراقبا يجب أن يسجل أو يفكر له المدير الفني فيما يواكب هذه الرقابة وبشكل إيجابي يستغل من خلالها مهارة وخبرة ياسر في السير بالفريق إلى (هدف اسمه الخصم) وليس أن يسجل ياسر ويخسر الهلال، أما عن طريق إفقاد الفريق الخصم عنصرا (مراقب) أو عن طريق إتاحة الفرصة للاعبين هلاليين للعبور من نفس نقطة الرقابة أو مما ينتج عنها من ثغرات ؟!
ـ وأيضا وإن تراجع ياسر، ولعب أساسيا، فلا يلقى باللوم عليه، بل على مديره الفني الذي يصر على بقائه، وعلى من يرفع عنه تقارير لياقية، وتقارير تقول يصلح أم لا يصلح للمشاركة.
ـ أيضا لا أذهب إلى كون ياسر لم يتراجع أهدافاً، ولكن هل تراجع قتالا، أو حركة، أو كسب مساحة، أو لم يشغل خصمه بمشاكساته أو لم يسدد أو لم يمرر أو لم يختبر رأسه، كل ذلك يحدث، وبالتالي كيف أفلس ومتى وهل غاب الهلال عن البطولات رغم بقاء ياسر أساسيا ؟!
ـ يحتاج اللاعب ـ أي لاعب ـ نجم إلى فترات من حلحلة أموره النفسية والمعنوية، ولكن ذلك لا يشير إلى كونه أفلس فيما ياسر يواصل نفسه الطويل مع الهلال, ومع الإعلام، ومع استفزازات الجماهير غير الهلالية له نفسيا من باب شل تركيزه على شباك مرماهم، كل هذه الضغوط أيضا يجب أن تؤخذ في اعتبار الناقد ليقرر فيما بعد كيف يكتب عبارة (أفلس).
ـ أعتقد بكون (ياسر) لم (ينقص)، ولم يصبح (أقل) بل صار (أكثر).. إن لم تصدق.. قم بتفتيش رصيد الهلال في دوري زين أهدافا.. لك أن تسأل كيف أتت، من قام بصنعها، من شارك فيها، من سجل، لتعلم فقط أن هجوم الهلال بوجود (ياسر) لم يصل بعد إلى رتبة (ياسر أفلس).. إلى اللقاء.