|


علي الشريف
الاتحاد (يفكر)
2010-02-08
ماذا يحدث؟ كأني أرى قلعة تاريخية تسرق أمتعتها, وتهرب إلى خارج حدود مملكتها, من أطفأ السراج؟ من قام ببعثرة المجد؟ من يمارس هذا العبث بإرث سكان يقتاتون (الفرح) من هذه الشمس, ذلك النادي الذي يغضبنا حزنه!
ـ لا يعقل أن يكون السقوط بهذه الدرجة من (الحب), ولا بهذه الدرجة من (البعثرة), ولا بهذه الحرارة من الشتات والانفكاك!
ـ لا يعقل أن يكون الاتحاد النادي (الفخم)/ العالمي/ (بعبع) آسيا بمثل هذا الغليان, ولا بمثل هذه الخطوات إلى الخلف!
ـ لا يعقل أن يغتال بهذه الطريقة, وتحت شعار (الغلا والمعزة والحب), فمن ناد يحلق بنا معه إلى آخر لا نعرفه, إلى آخر (بارد) (غير مثير) يطارده الرأي والآخر, والحمية والأخرى, والتدخل ونقيضه, وبالتالي سرقت أمتعته, تلك التي (يحلم) بها كافة من ينتمون لمدن الكرة!
ـ لم أتخيل إطلاقا أن يعود الاتحاد بهذه (القسوة) إلى خطوات (وراء), كنت قلت: فعلا بنا خيرا وبكرتنا واتجه بنا إلى عالمية, وشكل حضوره مجدا سيكبر, ولكن لم يكن ذلك سوى من برهة زمن تلاشت, وغابت, وأصبح على خلاف, اعتذر منه محبين, وغاب عنه عشاق بالفطرة, وتقاذفته الأقدار بين محب وآخر, وكان أن جاء من قمة إلى سفح!
ـ أعلم أن كرة القدم قد تحرج الكبار, وأن الهزيمة تأتي سريعا, ومباغتة, ولكن السقوط لا يأتي بمثل هذه الدرجة من السرعة, ولا تحت شعارات الحب, ولا التدخلات عن بعد, لقد أضرت هذه (النعرات) بناد قلنا وصل بنا إلى خارج الحدود, فتراجع, ثم بدأ يتهاوى, وسط حنق الجمهور, وسط سخط حتى من لا ينتمون إليه تشجيعا, ولكنهم يعرفونه ككبير يركل كرة المجد والآخر نحو قمم أخرى!
ـ ما يحدث في الاتحاد من اهتزاز, يشير إلى ضرورة محاسبة من جعلوا هذا الكبير يتراجع! وما لم يحدث تدخلا سيتراجع العميد أكثر, ما لم تتم لملمة أموره, سيعود بين قوسين هكذا ( )! أي فراغ أي استجداءات, أي أحلام ببطولات, وهو الذي أقام الدنيا وأقعدها, وهو الذي لا يموت وإن مرض, وهو الذي (يفزع) خصومه, ويقلق مضاجعهم, وكثيرا!
ـ لابد وأن يعلم من يهمه أمر الاتحاد النادي العريق أن هناك (فوضى) ما في جنباته, وأعطال ستصيبه في المستقبل في مقتل! لابد أن نعلم أن الاتحاد إن (عطس) تمرض الكرة السعودية, وإن (شفي)من البرد, تتنفس ناد كبير يحقق لمجدها إضافة وأخرى!
ـ ثم كيف لناد بهذا الحجم يعود من وصافة آسيا ليترنح على يد أندية تقاوم الهبوط, كيف حدث ذلك؟ من يشعل الفتيل عن بعد , من يقوم بسرقة أمتعة مجده, وحضارته, وحضوره, وهالته, وهيلمانه؟!
ـ أشك في أن الحب (يقتل), وفي أن الحب يمارس التخريب, وفي أن الحب يشير بسبابته ليقتلعك من مجدك, ذلك الذي في قلوب جماهير الاتحاد, ونصف ما تبقى من مدرجات أندية أخرى, تقبل الاتحاد شكلا ومضمونا!
ـ أشك في أن يكون الاتحاد قرر بمحض إرادته أن يذهب إلى شارع خلفي للمجد, أشك في أن يكون تنازل عن كعك الفرح أو أن يرضى بالفتات!
ـ أشك في أن يكون هذا العملاق تحور جينه الوراثي أو DNA المجد فيه ليتحول إلى ناد قزم, تمزقه المشاكل والتكتلات والآراء التي تعصف به من وريد إلى آخر!
ـ أقول أشك كوني أعلم ريح الاتحاد إن (هبت), وإن مارست القدوم, وإن قررت أن تصيب الآخر ببرودتها الشديدة تلك التي تقتلع المجد والآخر وفق مشروعية مطلقة .
ـ أرجو ألا أكون بالغت, ولكني شخصيا لا أقبل هذا النادي الوثير أن تعصف به الرياح بدعوى الحب, ولا بدعوى الحرص على مستقبله فيما هو يتهاوى قطرة قطرة!
ـ من العدل ألا نقبل بمغادرة من هم أكفاء, ومن هم قادة, ومن هم أهل مجد, والاتحاد ناد (كفء), ناد يستثير فيك الإعجاب وينتزعه أداء وقتالا بل وجماهير تجعلك تقبل على ناديها بحب جم .
ـ يحتاج الاتحاد إلى (بندول) أكثر, مسكنات أكثر, لملمة جروح دون ضجيج, يحتاج إلى دواء لبرده, وخافض حرارة لحرارته, يحتاج منكم الحب ذلك الذي لا يقتل ولكن يصيب بالعافية..!
ـ يحتاج ذلك (منا) جميعا كي يبقى لنا في خارج حدودنا مقاتلا جيدا, وناد وثير, يعرف كيف يلتهم خصما وآخر, ولكن إذا ما كان البيت يحتاج إلى ترتيب من الداخل فهنا يكون الأمر صعباً!
ـ الاتحاديون قدماء وجدد, ما لم يأخذوا بيد الاتحاد, سيتعب أكثر, وبالتالي هم بمثل هذه (الفوضى الخلاقة) لا يمارسون سوى طرد الاتحاد من داره, ومن أنصاره, يفعلون كما فعلت أندية كانت متفقة واختلفت ولم تفق أو تتفق حتى الآن.. أندية مازالت (تحلم ), تمارس (أمممم) / طويلة ( تفكر), حتى اللحظة, ولكن مجدها غاب وشمسها أفلت فيما هي تكابر بمحاولات ما, تلعن الظلام بشمعة منطفئة .. إلى اللقاء.