|


علي الشريف
برشلونة كالهلال
2009-12-21
يشعرك برشلونة (برثاثة) ألف مليون ناد، تعتقد أنه (مدن) و(قلاع) و(رائحة) تاريخ، هكذا أفهم برشلونة وهو يشير إلى نفسه، وهو يكتب ذات مختلفة، أنشودة للفرح، تتجاوز أن يكون الأمر كرة قدم فقط، برشلونة إن أحببته يدعوك للشفقة على الآخرين، ويحيلك إلى كاتب وناثر وشاعر، كما هو ـ الهلال ـ هنا في وسط القلب- السعودية.
ـ الكتابة تأتي مع برشلونة أكثر، فلا تحتاج إلى أن - تساوم ـ التاريخ، ولا تبتز المفردة / الكتابة / من أجله وكما يفعل - الهلال - بك، يفعل برشلونة، يأتيك دون أن تشعر، ويغمض ويفتح عينيك - كما يشاء، وبالتالي تشم رائحة ـ سلف صالح - من أهل الكرة، وأنت تقرأ كيف أن ميسي كبير ولكنه كبر أكثر مع برشلونة، ولا تسأل التاريخ عمن هو - صاحب السمو - برشلونة، وأنت تعلم ما فعله حرس وجنود كاتالونيا بالديكاتور فرانكو، وكما أن هناك مدناً - ثابتة - لا تتزحزح، تشعرك بقبولك، وبكونك على علاقة نسب (ما) بها وارث, هناك أندية ثابتة أيضا لا تتزحزح، تشعر بها، تتذوق ماءها وهواءها، تتنفس من خلالها أكثر، وتكتب لأصدقائك وصديقاتك عن كونك ـ برشلونيا، وتخبرهم كيف أن ـ هذا النادي ـ صديق مخلص لا يصيبك بالسأم ولا (بألم) الكتابة، فهو يأتي ـ للرقص ـ وللفرح، ولنشوة أن تكون ـ جيفارا ـ وغاندي، ومانديلا في الرياضة هو يشعرك بكونه محاربا قديما ـ هو أبلغني أن الكتابة معه تتجاوز منطق الركل إلى شفقة على من ليسوا برشلونة.
ـ تعودت أن أحتفل بأصدقائي بشكل مختلف، كذلك الأهلي - السيد- الفخم، وذلك النصر متى حضر, وذلك الاتحاد إن اعتدل مزاجه - وبالتالي يأتي برشلونة - نص - لصباح الكتابة هذا اليوم، كوجه حبيبتي، و(برفانها) ومعطفها في شتاء يبحث عن نار، وكونها أغلى ما أملك هذا الصباح، يأتي - نشوة - وحبر للكتابة، كتابة جديدة ـ فرش - خبزت للتو ولم تقرأ بعد، تنشر لأول مرة، أمارس عقب دفقها - ذهولا - بما جاء أعلاه، ببرشلونة / النص / المقال / الكرة / إعادة التعريف / إعادة إرث الركل، وكل ما يكفي - من زاد وعتاد، انتصار للجمال ضد القبح.
ـ بعد أن تغمض عينيك على برشلونة، تعيد صياغتك/ وذائقتك، تفكر في أمر ـ العرب ـ فتسأم، في ركل العرب فتسأم، في ولاء وروح وإخلاص اللاعب العربي ـ فتلعن - أن تكون كتبت عنه ذات يوم، كونك انتقصت من هيبة الكتابة، وقمت ـ بإحراجها ـ من أجل لا شيء، فيما هم ليسوا رائحة برشلونة، ولا عرش برشلونة، ولا حضارة برشلونة، ولا كرة قدم و(ثقافة لاعب) برشلونة.
ـ أما لماذا - فيطول أمر المرافعة - وأما أن تواصل رقصة الكتابة فيكفي أن يكون برشلونة (شاي وقهوة) هذا الصباح، قطع السكر في فنجانك، هو فقط من يعدل مزاجك، ويصيبك - بكيف - الحب، ثم قراءة الصحيفة وفق ما أعلاه من تقدير، من برشلونة أعلى السطر إلى برشلونة أسفل الكتابة، قبل (.) نقطة آخر السطر هذه.
ـ طبعا - بالغت - أنت تردد ذلك.. لكن برشلونة - كل ذلك - وفق ما نشاهده من أداء عربي على مستوى أندية ومنتخبات، شاهد فقط كيف أن العرب يذهبون إلى القمة - سريعا - ثم يسقطون إلى القاع بشكل أسرع، وبطريقة - زاحف بن زاحف-، فيما ناد كبرشلونة عندما اهتز قليلا (لم يتطبع مع الأمر)، (لم يداهن, لم تتم الفرجة عليه وفي خاصرته خنجر)، فكان أن وقف، وكان ريال مدريد أن وقف، وليفربول أن وقف، ولكنهم في مجملهم - تاريخ - لا يقبل الإهانة، ولا التشويه، ولا - المساومة - وإن قالوا لاعب بلاعب، فيما أندية العرب تحضر من أجل (رجل) وتغيب من أجل (آخر)، لاعب كان، شرفي كان، مسؤول كان، وبالتالي أشير إلى برشلونة بهذا الحب، بهذا التقدير، كونه - جميلا - كونه - فخما وثيرا - وكونه مقاتلا جيدا، ولتفهم الأمر من باب - عقدة - الخواجة، كما نردد سلفاً في كافة حلول مشاكلنا، فالأمر قد امتد للكرة، ثم أن لا برشلونة لدينا ولا مدريد، سوى الهلال.. وبالتالي أشرت إليه.. من باب - عدل - الكتابة - حتى لو أغضبتك.. فقليل من برشلونة يكفي، كما هو قليل (الهلال) الذي يستخدمه (كبرفان) نصف سكان الأرض.. كلاهما حب.. إلى اللقاء.