شكلت كرة القدم للكثير من الدول العربية خلاصاً وحلولاً ـ موضعية ـ من أوجاع اقتصادية وسياسية وأخرى غير رياضية، ومع كل حالة (رقص) ينسى الشعب الألم، ولا أضيف أكثر مما ذهب إليه الزميل والصديق والأخ شريف قنديل مدير تحرير صحيفة (الوطن) أمس من خلال مقاله في الصفحة الرياضية، والذي لخص بخبرته المهنية الكتابية فيه (كام وَجع مٌؤجل) لشعب عربي (واحد)، كانت الكرة ـ مُسكناً له ـ فيما لم أقرأ أمس ما يشير إلى أحزان الجزائريين، بعد صدمة تأجيل التأهل ونقل (الفرح) إلى السودان ذلك البلد الذي يخشى من المباراة بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر لديه.
ـ بعض القصص الإخبارية أشارت أمس إلى كون ـ الشيخ ـ رابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري، ـ هكذا ـ ( يٌبجلونه)، لم ينتقد وأن اللاعبين كانوا أبطالا ولكن الجزائر خلدت للنوم مبكرا, وكمن استخدم عقارا طبيا فغالبه النعاس، كبسول آخر في المنامة، وقبله في الرياض، والدوحة، والإمارات، وفي الدول العربية التي فشلت لأول مرة منذ 1982 بمونديال إسبانيا في أن تكون في كأس العالم، وبقيت مصر والجزائر، حيث سيكون للعرب ممثل واحد، هذا أو ذاك.
ـ التراجع أصاب الكرة العربية على مستوى المنتخبات والأندية، ولم يحقق العرب نتاجا كبيرا مؤخرا، ولكنهم ينامون مبكرا أو يسهرون حتى الصباح، لا منطقة وسطى بين هذه وتلك ويلتقون عند بوابة (الخروج)، وما أود الإشارة له أنه ليس الكرة السعودية فحسب متراجعة ـ ولا أبرر التراجع ـ ولكن الحالة عامة، والأكثر انتقادا كرة السعوديين، وبشكل مركز، فيما الأغلبية خرجت، وكانت تردد أن البحرين أقوى على سبيل إشعال الفتيل، وطالبوا بإعطاء (سداح) فرصة ولكنه لم يطر.
ـ ليس بالضرورة أن تتأهل في كل مرة، وليس بالضرورة أكثر وهذه ـ أقولها بصراحة ـ لكافة المنتخبات العربية أن ترفع (البيرق) هناك في كأس العالم، فيما عز وإرث هذا (البيرق) الكروي صفرا، على مستوى كأس العالم، أما على المستوى القاري فهناك من مخالبه طويلة وقوية وشرسة كالمنتخب السعودي والمصري ومنتخبات عربية أخرى، أما كأس العالم فمنذ 1934 والعرب يمارسون رحلاتهم (الاستكشافية)، إلى منصب التشريف ثم يعودون وقد تم رفع (البيرق) و(إنزاله) وكان الخروج من الدور الأول وعلى أكثر تقدير من الثاني، وعندما أردد تاريخ أول مشاركة عربية، فإنما أشير إلى كون ـ مدة تطورنا ـ في جانب تعلم دروس كأس العالم ـ بطيئة جدا، وبالتالي لا نصنف من التلاميذ الأكثر ذكاءً!
ـ وهذا أيضا ليس صلب الموضوع.. صلبه أن المُشرف، والمسرف، والقائمين على كل هذه المنتخبات العربية مطالبون بتقديم كشف مالي للنفقات، ومن حاسب من، ومن جعل 99% من الشعب العربي تعيسا ومن أبكاه، ولماذا الإخفاق العربي يتواصل على مستوى النادي والمنتخب، وهل ميزانيات الدول العربية التي تشتمل على دعم الرياضة كافية أو غير كافية؟ أسئلة كثيرة، ترتبط بكون ـ سعادة ـ أي دولة عربية في أن انشغال الشعب وبقية التفاصيل الأخرى ـ ليس عليه الاطلاع عليها ـ وبالتالي فالكرة ـ أفيون ـ الشعب، ولكن مع ذلك يبكي الشعب في الكرة كما في السياسة وفي الصحة وفي التعليم وفي بقية الشئون الأخرى.
ـ إذاً ومن هذا المنطلق يجب أن تعلم الشعوب العربية ـ وذلك حقها ـ أن سبب الفشل في التأهل (كان كذا وكذا)، وسبب الفشل في عدم المواصلة ـ بعد التأهل ـ لا قدر الله ـ أقولها ساخرا ـ كان كذا وكذا، وأن المشرف أمر بصرف كذا وكذا وأنفقه ـ المُسرف ـ في كذا وكذا ـ ثم إنه لم يظهر أي من المسؤولين العرب ليبلغ الشعب أنه كان سبباً، وفيما لو تأهل منتخب مصر أو فرقة حسن شحاتة أو جماعة الشيخ سعدان، هل لهما ـ أجندة ـ وهل يعلم الشعب المصري مثلاً كم ميزانية الرحلة ومن سينفقها وأين ستنفق، ومن يحاسب حسن شحاتة وسعدان إذا خرج من الدور الأول، بعيدا عن لغة ـ العواطف ـ التي يغلف بها المصير العربي في جل رحلات الفشل أو يتم امتصاص الموقف بشعار: أنتم على حق وسنحاسب المقصر ثم تكتشف في الأخير أن المدرب ذهب وأعيد واللاعبين بلغوا رتبة رفض الذهاب للمنتخب من فرط سوء الواقع وبين هذه وتلك مناورات بالاستقالة للمدرب بعد لحظات من التأهل مباشرة بدعوى أنه قام بتأدية ما عليه ويريد أن يستريح!
ـ نعلم أن الآخرين يعملون وبنصف ثمن قيمة الكعكة العربية، ثم لماذا نحن لا نعمل؟ نعلم أن هناك منتخبات أقوى ولكن البرازيل تعرقت أمام فرقة شحاتة، وإيطاليا خسرت، وطالما نعلم ذلك، يجب أن نعلم إلى أين يجب أن نصل، وما لم تكن طريقة التفكير بهذه الآلية، سيبقى (المنتخب) ـ بالنسبة للعربي ـ كبسولاً مُسكناً ـ ومثيراً في نفس اللحظة، فمتى ما ارتهن الواقع إلى ـ عدم المحاسبة ـ ستنام العواصم العربية مبكرا على نحيب الجمهور، وتلتقي المنتخبات عند نفس بوابة الخروج وتمارس نفس ـ التأفف ـ الإعلامي ـ في كل مرة.
ـ الحلقة المفقودة في كل ذلك أن من أوقعنا في فخ نوبة البكاء هذه لم ولن يحاسب، ولو على الأقل على المال العام المهدر، أو على كونه أبكانا، وأشعرنا بمركب نقص.. يضاف إلى مئة مركب نقص قبله.. إلى اللقاء.
ـ بعض القصص الإخبارية أشارت أمس إلى كون ـ الشيخ ـ رابح سعدان مدرب المنتخب الجزائري، ـ هكذا ـ ( يٌبجلونه)، لم ينتقد وأن اللاعبين كانوا أبطالا ولكن الجزائر خلدت للنوم مبكرا, وكمن استخدم عقارا طبيا فغالبه النعاس، كبسول آخر في المنامة، وقبله في الرياض، والدوحة، والإمارات، وفي الدول العربية التي فشلت لأول مرة منذ 1982 بمونديال إسبانيا في أن تكون في كأس العالم، وبقيت مصر والجزائر، حيث سيكون للعرب ممثل واحد، هذا أو ذاك.
ـ التراجع أصاب الكرة العربية على مستوى المنتخبات والأندية، ولم يحقق العرب نتاجا كبيرا مؤخرا، ولكنهم ينامون مبكرا أو يسهرون حتى الصباح، لا منطقة وسطى بين هذه وتلك ويلتقون عند بوابة (الخروج)، وما أود الإشارة له أنه ليس الكرة السعودية فحسب متراجعة ـ ولا أبرر التراجع ـ ولكن الحالة عامة، والأكثر انتقادا كرة السعوديين، وبشكل مركز، فيما الأغلبية خرجت، وكانت تردد أن البحرين أقوى على سبيل إشعال الفتيل، وطالبوا بإعطاء (سداح) فرصة ولكنه لم يطر.
ـ ليس بالضرورة أن تتأهل في كل مرة، وليس بالضرورة أكثر وهذه ـ أقولها بصراحة ـ لكافة المنتخبات العربية أن ترفع (البيرق) هناك في كأس العالم، فيما عز وإرث هذا (البيرق) الكروي صفرا، على مستوى كأس العالم، أما على المستوى القاري فهناك من مخالبه طويلة وقوية وشرسة كالمنتخب السعودي والمصري ومنتخبات عربية أخرى، أما كأس العالم فمنذ 1934 والعرب يمارسون رحلاتهم (الاستكشافية)، إلى منصب التشريف ثم يعودون وقد تم رفع (البيرق) و(إنزاله) وكان الخروج من الدور الأول وعلى أكثر تقدير من الثاني، وعندما أردد تاريخ أول مشاركة عربية، فإنما أشير إلى كون ـ مدة تطورنا ـ في جانب تعلم دروس كأس العالم ـ بطيئة جدا، وبالتالي لا نصنف من التلاميذ الأكثر ذكاءً!
ـ وهذا أيضا ليس صلب الموضوع.. صلبه أن المُشرف، والمسرف، والقائمين على كل هذه المنتخبات العربية مطالبون بتقديم كشف مالي للنفقات، ومن حاسب من، ومن جعل 99% من الشعب العربي تعيسا ومن أبكاه، ولماذا الإخفاق العربي يتواصل على مستوى النادي والمنتخب، وهل ميزانيات الدول العربية التي تشتمل على دعم الرياضة كافية أو غير كافية؟ أسئلة كثيرة، ترتبط بكون ـ سعادة ـ أي دولة عربية في أن انشغال الشعب وبقية التفاصيل الأخرى ـ ليس عليه الاطلاع عليها ـ وبالتالي فالكرة ـ أفيون ـ الشعب، ولكن مع ذلك يبكي الشعب في الكرة كما في السياسة وفي الصحة وفي التعليم وفي بقية الشئون الأخرى.
ـ إذاً ومن هذا المنطلق يجب أن تعلم الشعوب العربية ـ وذلك حقها ـ أن سبب الفشل في التأهل (كان كذا وكذا)، وسبب الفشل في عدم المواصلة ـ بعد التأهل ـ لا قدر الله ـ أقولها ساخرا ـ كان كذا وكذا، وأن المشرف أمر بصرف كذا وكذا وأنفقه ـ المُسرف ـ في كذا وكذا ـ ثم إنه لم يظهر أي من المسؤولين العرب ليبلغ الشعب أنه كان سبباً، وفيما لو تأهل منتخب مصر أو فرقة حسن شحاتة أو جماعة الشيخ سعدان، هل لهما ـ أجندة ـ وهل يعلم الشعب المصري مثلاً كم ميزانية الرحلة ومن سينفقها وأين ستنفق، ومن يحاسب حسن شحاتة وسعدان إذا خرج من الدور الأول، بعيدا عن لغة ـ العواطف ـ التي يغلف بها المصير العربي في جل رحلات الفشل أو يتم امتصاص الموقف بشعار: أنتم على حق وسنحاسب المقصر ثم تكتشف في الأخير أن المدرب ذهب وأعيد واللاعبين بلغوا رتبة رفض الذهاب للمنتخب من فرط سوء الواقع وبين هذه وتلك مناورات بالاستقالة للمدرب بعد لحظات من التأهل مباشرة بدعوى أنه قام بتأدية ما عليه ويريد أن يستريح!
ـ نعلم أن الآخرين يعملون وبنصف ثمن قيمة الكعكة العربية، ثم لماذا نحن لا نعمل؟ نعلم أن هناك منتخبات أقوى ولكن البرازيل تعرقت أمام فرقة شحاتة، وإيطاليا خسرت، وطالما نعلم ذلك، يجب أن نعلم إلى أين يجب أن نصل، وما لم تكن طريقة التفكير بهذه الآلية، سيبقى (المنتخب) ـ بالنسبة للعربي ـ كبسولاً مُسكناً ـ ومثيراً في نفس اللحظة، فمتى ما ارتهن الواقع إلى ـ عدم المحاسبة ـ ستنام العواصم العربية مبكرا على نحيب الجمهور، وتلتقي المنتخبات عند نفس بوابة الخروج وتمارس نفس ـ التأفف ـ الإعلامي ـ في كل مرة.
ـ الحلقة المفقودة في كل ذلك أن من أوقعنا في فخ نوبة البكاء هذه لم ولن يحاسب، ولو على الأقل على المال العام المهدر، أو على كونه أبكانا، وأشعرنا بمركب نقص.. يضاف إلى مئة مركب نقص قبله.. إلى اللقاء.