|


علي الشريف
صقر الأمير (حماس)
2009-06-08
قبل سنوات (لا أكاد أتذكر التاريخ بالضبط)، اطلعت على كيف يعمل الإنجليز لإعداد ملف أولمبياد 2012، والتقيت المسؤول عنه وكانت لندن تسعى لقهر باريس المنافس الأقرب لها للظفر بالتنظيم، وكيف أن ذلك الرجل القصير جدا المسؤول عن ملف الكسب المتوقع قال لي :" أنا أقصر رجل في أطول مبنى بلندن"، قالها بثقة وهو يلتفت خلفه إلى أكثر من 70 صحافيا بريطانيا يعملون على تهيئة (الناس) لأولمبياد تهدف لندن من استضافتها إلى تحسين واجهتها الشرقية كما قال لي (القصير) في حوار نشرته "الرياضية" آنذاك.
ـ عندها قلت : هؤلاء يعملون (بوعي)، ويخططون، وبالتالي كسبت لندن باريس بفارق صوت واحد جعل مدينة (الغرباء) كما يصفها البريطانيون تكون وجهة العالم 2012، وقلت للصحافي البريطاني آلن هابرد (المُسن) / المتعصب لمانشستر سيتي : هل تتوقع أن ينجح (القصير) ؟ فضحك وقال : (شور) بثقة امتزجت بابتسامة (مش حلوة) وكأنه هو الآخر ضمن فريق العمل الذي تحدثت إلى عدد من أفراده فوجدتهم يسوقون بتوني بلير الذي كتب افتتاحية لماذا يجب أن تنظم بريطانيا الأولمبياد في نشرة حصلت على نسخ منها ترجمت في النهاية ونشرت كمقال في "الرياضية" آنذاك.
ـ ذلك الضجيج مازال في ذاكرتي التي كبرت ولم تنسَ (حماس) أولئك العاملين من أجل وطنهم، ولاسيما أنني قلت لصديقي خالد دراج آنذاك الذي تشرفت (بمنافسته) مهنياً في تلك الزيارة : هؤلاء يستيقظون مبكرا فرد : صحيح ولكن قد يكون ملف باريس أسخن فتكسب .
ـ وبصدق حلمت أن يأتي اليوم الذي نكون فيه كالبريطانيين أو على خطى من يخططون مبكرا وبمثل هذا الحماس امتدادا لدورات (وعي) وكتابة تاريخ رياضي دونته رعاية الشباب السعودية في عمرها الزمني المتواضع بصعوبة قياساً بالآخر، وتأتي كتابة التاريخ هذه المرة بشكل أكثر تقنية ونضجاً وفق حديث الأمير نواف لـ(العربية), فلأول مرة تقدم دولة عربية على الاستعانة بمخطط غير عربي, وقبل الأولمبياد، ولاسيما أنه ذا تاريخ حافل في منح الآخرين فرص نيل الكسب والذهب وهذا ما يجب أن تلتفت إليه الصحافة، وبالذات الناقد منها، وتشير له فالفكرة في حد ذاتها (عبارة نضج) تجير للمثقف الأمير نواف جهدا وعملا، وللرئيس العام توجيها وتطلعا للمستقبل .
ـ الصقر الأولمبي في اعتقادي محاولة استشراف للمستقبل الذي نريد كما هي فكرة الأكاديميات من مثقف آخر كخالد بن عبدالله، وبالتالي (وعي أكبر نحو مستقبل أفضل)، ورؤى أتوقع أن تحقق من خلالها رياضاتنا قفزات لا تقبل السقوط بل التقدم بخطى واثقة .
ـ حماس الأمير وطموحه وأقصد الأمير نواف لم يكن مختلفاً عن حماس أولئك السبعين صحافياً ولا عن بلير أو الرجل القصير وهم ينهمكون في إعداد ملفهم - من خلال حوار (العربية) - وجولته عالمياً وكونه في الأصل مثقف ابن مثقف يدفعني للاستبشار خيراً، ولاسيما أنه يركن للتخطيط، وللتدرج في الاستفادة من الآخر.