|


علي الشريف
قد أكون مخطئاً .. ولكن!
2009-06-01
تكرار (الخبر) لم يعد يخدش حياء (الصحيفة)، وبالتالي لم يعد هناك (سبق)، ولم يعد هناك (قتال) من أجل (الدودة) التي يظفر بها الطائر المبكر، ولا أعمم، بل أدون ملاحظة على صحف كثيرة محلية وعربية تكرر الخبر بطريقة الماء من حولنا، وهذا في اعتقادي مؤشر تراجع، أو حالة استسلام للصحيفة الورقية من نظيراتها المرئية.
ـ وقد يكون أحد حلول المعادلة (القصة الخبرية) / الخاصة / للصحيفة، وصناعة المادة بشكل يعيد تدوير الأمر فتنقل القناة ما أشارت له الصحيفة، مع بقاء المنافسة خبرياً، وإن كانت الكفة ستميل أيضا للقناة.
ـ ومما (دونته) كملاحظات، ضعف الكادر الصحافي الجديد، إلا فيما (ندر)، فأكثر الجدد، يأتون عبر وساطة وعبر صداقة، وعبر (توصية)، وقلة قلية جدأ تأتي (صدفة)، وبنسبة 1% يجيد تحديد هدفه والى أين يتجه، ولست ضد حالة الدخول بقدر ما أنا ضد حالة (من يقيم من) أو من (يفتح الباب) لتدخل.
ـ هذا الواقع (محليا)، ولكنه لا يبتعد كثيرا عن عاداتنا وتقاليدنا العربية في دول شقيقة، ولك أن تضيف حالة التسلل هذه إلى مستوى جودة الصحيفة، والتي قد تشتكي (ندرة) الكادر كونها (لا تدرب)، ولا وقت لديها لذلك فالتالي إما أن تستعير الكفاءة وتحول مسارها لصالحها بفارق بسيط عن المرتب السابق، أو تستنجد بأشقاء عرب هم في الأصل ليسوا صحافيين ولكنهم صاغة مهرة، وتمشي الأمور.
ـ وإذا ما فكرت في أقسام الإعلام لوجدت أنها (تحاول) ولكن بتكنيك لا يتوافق مع (السوق)، وتوجهات الصحف وبالتالي يأتي الإنتاج شرقاً فيما القافلة تتجه غرباً.
ـ لا أحاول أن (أحبط) جهة ما، ولكن الواقع في مجمله لا يبشر بكفاءات متدربة وتكفي حاجة الصحف السعودية في المستقبل، ولاسيما أن هجرة الصحافيين المهرة باتجاه الفضائيات تحركت، وأغلب من رحلوا من مدن الورق آن لهم أن يمدوا أقدامهم أكثر في مدن الفضاء، ونجحوا، وكانوا هم أهل الضوء وصناعه، ولكن الأمر في الأخير لم يبرح بعد (رثاثة) / صحف عدة، تواجه تراجع الإعلان بفصل المحررين، وتواجه ارتفاع مخزون وعي القارئ بخبر أقل هنداما ورصانة، وتلجأ إلى ما هو أدني من (صور)، وتعليقات، أو كابشنز، وعناوين (مثيرة) / (ترقص)، ظناً منها أن القارئ لم يغادر مكانه منذ خمسين عاماً.
ـ الصحف السياسية الرصينة هي الأخرى لم تعد (تنفرد)، ولم تعد تقدم ما يثير (أزمة)، أو أن تكون أحسن حالاً وبالذات عقب مقتل (ديانا)، فالفضائيات لاحقتها، وحاكمتها (مهنياً)، وفتحت ملفات عمل أكثر، وبالتالي تفرجت الصحيفة على القناة وتفرغت للنقل أو التعليق على ما أشارت له القناة.
ـ ومثل هذا الخطاب ليس (تعميماً)، ولكنه أشبه بالمستجير من (الفلس) (بالدَين) أو من أزمة الأسهم بأزمة العقار، أو ارتفاع الأسعار بقرار (ادخار).