|


علي الشريف
لماذا (ثقيلة) ومهينة؟
2009-05-18
تقول: نتيجة ثقيلة، ثم تتذكر أخرى فتردد: تلك أشد، وتتذكر كيف أن الفريق (س) أذله (ص) بكم وافر من الأهداف، وتصف الأمر (بالإهانة)، تذكر برشلونة فتضرب مثلا بستته الأخيرة في ملكي الديكتاتور فرانكو، وتذهب بك الذاكرة إلى (مارادونا) فتأتي ستة منتخبه لتعصف بكونه مديرا فنيا، الشباب أو الهلال أو الأهلي، والنصر، سجلوا في يوم ما أهدافاً كالمطر في شباك خصومهم، ومارسوا(شيفونية) رياضية، ومنتخبات عصفت بها أقدام وبعثرتها أخرى، لكن ـ ما هو تعريف الهزيمة الثقيلة/ المذلة/ المهينة/ ولماذا عندما تأتي بهكذا صخب وبهذه الدرجة من الحرارة، وهل طرق ركل الكرة هي المهينة أم الرقم؟ أم كيف كان اللاعب بارعا في رقصة نصره بالهدف والتعبير عن نشوته كما يفعل المنتصرون في الحرب؟
ـ لكي لا تذهب بعيدا ـ لا أتحدث عن مباراة الاتحاد والشباب فقط، وأشير إلى كوننا خلال الشهور الأخيرة كتبنا كإعلام عن هزائم بأرقام ضخمة لأندية ومنتخبات, ولا أدل من ريال مدريد، ولا من الأرجنتين، أو فياريال وأربعة البرشا الأخيرة في شباكه ولا عن ثلاثة في الهلال، وأربعة في الاتحاد، وبشكل يوحي أن ثقافة (الفوز) تجاوزت مرحلة (هدف وقفل أو قم بغلق المنافذ والعب على المرتد) أو فكر مديرين فنيين (يقنعون) بنصر الهدف الواحد فيما هم يواجهون فرقا من العيار الثقيل، قد تقود انقلابا لتحيل الهزيمة إلى نصر، ومع ذلك كان المنتصرون في الآونة الأخيرة (يتقدمون)، ويسجلون أهدافا أكثر ويضاعفون الغلة حتى لو لم يؤخذ بحساب الأهداف والاكتفاء بالنقط أحيانا, وكما فعل الشباب مع الاتحاد، فقد لقنه الاتحاد أربعة أهداف في الدوري فأعادها له (الليث) في نهائي مثير ولم أجب على (الأرقام) الثقيلة ولماذا تحدث مؤخرا، أو لماذا صارت الفرق والمنتخبات تعزز أرقام النصر، وبهكذا (فداحة) فأعتقد أنها تأتي بسبب ارتفاع وعي اللاعب، وفهمه لتأدية دوره حتى الرمق الأخير من المواجهة، ثم إلى (تركيز) المديرين الفنيين في قراءة (كيف تؤكل كتف الخصم) بطرق أكثر تعددا وسهولة، والعمل على حل معادلة ذلك حسابيا, وبالتالي أضاع الشباب خمسة وسجل أربعة، ولم يشفق البرشلونيون على المدريديين, أو أنصار فيار ريال, وأتحدث عن أرقام هذا العام فيما أرقام أكبر حدثت في أعوام مضت ولكنها لم تكن بمثل هذا التتابع في سرد المذلة والأخرى والمهينة وبنت عمها كمباريات كرة قدم.
ـ قراءة الخصم بما يكفي أوجدت طرق وصول مختلفة للمرمى قدمها المديرون الفنيون لعناصرهم، ولكثرة مشاهدة الخصم صارت أسراره إلى حد ما (مكشوفة)، ثم مهارة ورغبة اللاعب في أن يكون مؤديا جيدا لدوره ومن هنا (لم يرحم) الشباب أحدا، ولم يكترث برشلونة إلا لنفسه، وسقط مارادونا مدربا.