|


علي الشريف
أكيد تكره الهلال
2009-04-27
.. ومن (لا وعي) الكثير أن يحاول أن يجعلك (قزما)، وأن يصادرك، ويقصيك، ويشعرك بالدونية، فيما الأمر عدم اتفاق مطلق كونه متربطاً (بذائقة)، فالأهلي أهلي وإن خسر، والاتحاد اتحاد وإن ظفر، والهلال كذلك والنصر وبرشلونة وريال مدريد، غير أن ما يحدث أن (مشجعينا) أيا كانوا جمهورا أم كتابا أم نقادا لا يهدأ لهم بال إلا إذا (حشرت أو حشرك أو حشروك) في ركن، بكون (ناديه .. هم) كليب وهمام وجساس والزير سالم معاً، وأن ناديه (ملاك) فيما ذلك محرم على ذائقتك، وبالتالي لم ولن تتفق مع هذا (المنافح) عن ناديه على رأي واحد، فالمعادلة ـ حسب وعينا ـ تقول: هناك كبير وهناك صغير, هناك (ذئب) وآخر (حمل)، هناك من هو بني عبس وهناك من هو بني (...) أو دون نقاط بني أي شيء، وبالتالي لا تنتصر لرأيك، ولا تذكر (محاسن) برشلونة كونه (رياليا) أو تشير إلى الأهلي كونه الثالث، عليك فقط أن تلتزم بتعاليم (ناديه)، وأن تتحول (معه)، وأن تحمل نفس الجين الوراثي من درجات (التشفي)، ونفس الرؤى (لجمهور هذا النادي أو ذاك)، وإن خرجت عن سياق كل ذلك قصفك، وصادرك وقزمك وجعل ناديك (تافه) بدرجة (اص .. مت ).
ـ من هذا المنطلق بقي الصراع، وبنفس درجة القومجية، ومن هذا المنطلق أسست (الفزعات) على قاعدة من التقوى، وكانت هي ما يجعل هذا أو ذاك (ملونا)، وذاك أو ذاك (متعصبا)، كون وسطيتنا في الأشياء هي الأخرى معدومة، ووعينا أسس على مثل هذا التحول للصراع بين فرد وآخر في المجتمع القبلي الذي صار مدنياً ولكنه يحمل نفس درجة (الإقصاء) لهذا الآخر في حالة تسمى كرة.
ـ وكي لا أعمم (القلة) التي تحمل وعيا تشاهد (أوروبا) وإسبانيا، وتلاحق أخبار مانشستر، وليفربول، وكيف أن إنتر ميلان (عظيم)، غير أن هذه القلة (ملاحقة) من آخرين يحملون درجة عدوى الجين الوراثي تلك، المتأصلة في كوننا لابد أن ننتصر لفريقنا بمصادرة رأي الآخر وبالتالي يكون التشجيع هو هو بنفس درجة (الذكاء) إياها.
ـ ولذا أشك في أي (عربي) يردد عن كونه ديموقراطيا، أو أن يكون هناك (حوار)، ومثقفا يقبل أن يكون متزاحما مع آخر، فالرياضة (مقياس)، وعشق النادي مقياس، والمثقف نتاج مجتمع، والرياضي كذلك، ولكن كل يختار طريقة إقصاء مختلفة.. هم يتفقون في (التنظير) وإن كان التنظير ليس عيباً لدى المثقف الحقيقي، ولكنه فهم لدينا على أنه (سبة) فتوزع دمه في كل مقال، وبالتالي أستعير هذا (الدم) كناية عن (قومجيتنا) التي يجب أن تخضع الأشياء لها، والتي تصادر حتى حقك في أن (تحب) من تريد دون أن تتهم بكراهية (آخر) أو تكون وفق سياق الجميع وإلا أصبحت شاذا فأنت لا تكره الاتحاد ولا تشجع الأهلي، وتنساق خلف الهلال، وتكيد للنصر، في حال أشبه بسؤال يقول: من أنت.. ولا تعلم .. فتحب (بجماعية) وتنتقد (بجماعية)، وتصادر رأي الآخر على غرار نحو ذلك.. هل فهمت؟ أنت هلالي .. إذاً أكيد ضد النصر، ومع الأهلي، إذاً تكره الاتحاد، وفيما لو كنت نصراوياً فأنت بالطبع لن تتمنى فوز الشباب .. و .. وبس .. إلى اللقاء.