|


علي الشريف
أبعد من الرياضة
2009-03-30
في كل قافلة (سيد) وإن كانوا (سادة), وأقصد سيداً للموقف, يتصرف بحكمة ويسير بقافلته نحو أن تكون في مأمن حتى لو تعرضت لقراصنة وقطاع طرق كما هي حال (القوافل) حتى الآن, وفق سفن مازالت طرقها تقطع مقابل (فدية) تسلم أو تقطع أوصالها.
ـ عموما أعود إلى قافلة المنتخب السعودي هناك في طهران, وهي تحقق نصراً لك أن تصفه وفق الأحداث الراهنة (بأبعد من الرياضة) في توقيته بعد أحداث لندن وتوعدات طهران لكافة جيرانها من البحرين للإمارات ولكافة أصقاع (الدنيا) في حالة عدائية واضحة قطعت دولاً على إثرها علاقتها بطهران ووصولاً إلى تهديد وتوعد الآية على دائي للمنتخب السعودي منذ بدء التصفيات ولكن الجبل تمخض فأرا وطُرد!
ـ ثم إن الهزيمة أتت بحضور رئيس دولة, وبددت أخطاء تحكيمية قاتلة فيما لو لم يتحكم المنتخب السعودي في أقدامه بما يكفي لكنا وفق الحكم الياباني في حسبة لا نحسد عليها, وكان رقص الاتحاد الآسيوي بسركاله كثيراً على التعادل أو الخسارة ولكن المنتخب السعودي تجاوز كل ذلك, وأعتقد أن كافة رجاله بدءاً بإدارته ومديره الفني ولاعبيه وفقوا إلى تحقيق أهداف عدة مجتمعة في ضربة واحدة, هدف قهر الأرض وأصحابها, وتجاوز (لغم) الحكم, وكسر حاجز (الحسابات), بلوغاً إلى أبعد من ذلك كما قلت فالنصر هنا من وجهة نظر شخصية يقترب من السياسة أكثر من الكرة, فالكرة تجاوزت منذ قرون كونها لعبة إلى ما هو أبعد ولكن وفق هذا القتال السلمي الذي يدار بالأقدام ولكنه يأتي وفق حسابات, وقادة, وقلاع, وجيوش تسقط وأخرى تنتصر.
ـ سيد الموقف الذي تحدثت عنه أعلاه كان كافة عناصر (إدارة الأزمة) في المنتخب السعودي, وبالتالي جاءت الحلول موفقة, متجاوزة لكل ما كان يحدث في السابق, فقد جاء بيسيرو ليغير ويعيد ترتيب شكل وهيئة وحوار المنتخب ليكون ضارباً في غياب لاعبين كبار, وجاءت الروح أكثر رغبة في القتال, وجاء محمد نور ليمرر (الطعنة) والأخرى لدفاع دائي باقتدار وليكون سيد الموقف.
ـ وباختصار (لنفرح) أكثر, ونحتفل, ونودع كل ذلك (السواد) نثراً وشعراً وحباً بعد (ليلة أزادي تلك), ليتحول الأمر إلى (فرح) في الرياض على زخات المطر من رب كريم, وأهدافاً أشبه بالمطر هناك في طهرانهم

أصابتهم بالصرع
ـ لقد عاشت الكرة السعودية أتراحاً, وعاشت تبايناً في المواقف قد يكون خلقها لنا غيرنا كي نبتعد عن كأس العالم ولا نتأهل, وقد نكون نحن (أوغلنا) في التحسس والتوجس, ولكن لو لم يكن ذلك لما جاء (النصر), ولما أديرت الأزمة باقتدار, ولما قلنا لهم (هناك): أنتم أقل, أنتم ندا أضعف, أنتم وإن تآمرتم (لا شيء).
ـ أحتفل بكوننا تجاوزنا كل (ذلك), مع كثير من الشكر لكل من عدّل المسار, وحول الواقع للنصر أكثر من الهزيمة, وللفرح أكثر من الحزن, أما (أولئك) / أما (هم) / أما (المتآمرون) / فيقصيهم القائد (الجيد), أيا كان, داخل أرض الملعب (كنور) أو من هم خارجه كإدارة عليا للمنتخب.. هنا يجب أن نشير إلى (الجميع) بفخر.. إنهم يستحقون الثناء .. كما استحقوا أكوامنا من (النقد).. إلى اللقاء.