|


علي الشريف
مؤشر (السَربَتَه)
2009-03-23
ليس لدى الدول العربية أزمة (اقتصادية) في الرياضة، ولا أموال (مهدرة) أو أن تكون دخلت اتحاداتها الكثيرة جدا في صفقات من أجل الرياضة وخسرت، وهذا ما يبدو, أو ما هو طبيعيا بالنسبة لدول حتى اللحظة يرفض أغلبها ثقافة الاحتراف، أو أن تكون الرياضة مصدرا ربحيا لها، وتكتفي اتحاداتها الوطنية بالاستعانة بالدولة وبموازنتها في حالة أشبه (بالطفل المدلل) على حساب المال العام.
ـ الدول العربية لا تخطط ولا أقول أغلبها فهناك (البعض) الجيد، ولكن تجار مال وأعمال (هرولوا) كما نحن في أغلب (سياساتنا) على صعيد التعامل مع الآخر، وقاموا بشراء أندية أو أصول من دول تتكبد الديون وعصفت بها الأزمة المالية كالأندية البريطانية التي انخفضت ديونها من
( (5.2مليار جنيه إسترليني إلى (3.1) مؤخرا، ولاسيما دولة كبريطانيا ستنظم اولمبياد 2012 وبالتالي دعمت الملف الإنشائي للمدينة الأولمبية بالواجهة الشرقية من لندن بمبلغ 100 مليون جنيه وفي المقابل قلصت حجم المدينة، الملاعب، وبعض مقار السكن لتسير مع الأزمة العالمية المالية بشكل متوازن لا يعصف بها ويهدد مالها العام.
ـ أعود للأندية والرياضة العربية التي تأتي السعودية في مقدمتها من حيث (البدء) في تكوين ثقافة مالية اقتصادية, واحترافية, ما أدى إلى وجود شركات عملاقة بدأت في رعاية الأندية, ودفعت بدورها الأندية للسير في منحى اكتساب مهارة اقتصادية وممارسة النادي للتفكير في مصالحه وبشكل يواكب هذه (الأقصدة) للرياضة, طبعا هناك من سيحاول التقليل من هذا الأمر، ويسرد ألف ناد تحت خط الفقر, وآخرون يختلفون معي حول هذا الطرح وهذا حق مشروع، ولكن نحن على الأقل بدأنا فيما دول أخرى تنظر لأمر الرياضة على أنه (سَربَتَه) ومن يتجهون إليها (غير مثقفين) ولا أود أن أصف أمر الرياضة لديهم بأنها لأبناء الشوارع كنظرة لأغلب أسر تلك المجتمعات التي لا تنتج وتنتقد حتى رغيفها المستورد، عموما، ما أود إيصاله أن دولاً عربية كثيرة لا تكترث (باقتصاديات) الرياضة (كدخل) وتنفق عليها كطقس (سياسي) في الداخل كي تفرغ بها طاقات الشعب, ولا تفكر في جعلها مشروعا استثماريا قوميا أشبه بالنفط، وبالاتجار فيه أو كمورد مهم، فيما الجميع يمارسه (كعاطفة) وأقصد الرياضة، وكميول، وليس من باب أنها (صحة) ويهتم بها الجميع بدءا من الأسرة وانتهاء بكافة القوم، ولكني على الأقل أحصر الأمر في النادي والمنتخب كي تصل الفكرة.
ـ وطالما أن مؤشر الرياضة العربية المالي لم يهتز فيما العالم (يئن) من الصدمات المالية فهذا يؤكد أننا سنة أولى فكر اقتصادي/ رياضي, وأنه ليس لدينا محللون اقتصاديون رياضيون (يبربرون) في سيولة الرياضة, بحيث تؤثر أموال FIFA المعلنة أمس الأول (953) مليون يورو، في حركة أقدامنا الرياضية، ولا تشكل لنا أي علامات استفهام حول النفقات أو المصروفات مقابل الأرباح، وبالتالي (مثلا) تفاجأنا بأن دخل مباراة كرة قدم نسائية واحدة حتى لو جاءت من باب (جمعية) بلغ الواحد والثمانين ألف ريال، وقيمة التذكرة بيعت بخمسين ريالاً، دون أن نربط الأمر بأن أكثر سكان الخليج العربي الآن شباب ونسبة الإناث أكثر.. إلى اللقاء.