|


علي الشريف
ليس لمعالي الوزير ولا للمرور
2009-02-23
تصبح (وديعاً) - حد الأدب المبالغ فيه - وأنت تقود عربتك في بلدانهم، وتشاهد سعوديين يمتنعون عن التدخين، ويتمتعون (ببريستيج) ـ يلوح ـ طبعا وآخرين (على طريقة أبو طبيع)، غير أن الأكثرية (هناك) يحاولون عدم خدش حياء الشارع، ولا حشمة نفاضات التبغ أوطفاياته - ثلاث إلى أربع حالات تجاوز مرورية - حدثت من سعوديين هناك جعلت الدنيا تقوم ولا تقعد كون من ارتكب الخطأ سعوديا، وبالتالي طالبوا بشنقه.
ـ ولدينا (عمالة) .. تمارس ما لا تقوى على فعله في بلدانها مروريا وغير مروري وبصورة تصيبك بالحنق من مثل هذا التهاون إلى درجة (الفوضى)، في وقت لا نحتاج أكثرها وأقصد العمالة التي لا تحترم النظام ولاسيما أن لدينا من جنسية واحدة فقط ما يوازي سكان بلد خليجي مجاور بأكمله تقريبا ما بين نظامي ومخالف، ولا تعلم هل الأمر مرتبط بكفاءتهم أم (لندرتهم), أم ماذا؟
ـ رصدت في طريقي للعمل أكثر من عشر حالات مرورية ـ على الأقل ـ لو قلت أكثر من ذلك لن تصدق ـ أبطالها (عمال)، وأقول عمال تدليلا لا تقليلا، فأي كان في بلد ما يجب أن يحترم قواعده وأنظمته، لكن تجد ما لدينا (أسوأ) من أي شيء آخر حتى - في الهندام على مستوى الأماكن التي يجب أن يكون بها عمالة راقية وفي الرد و(النفس الشينة)، ولا أعمم فهناك من يحترمون النظام أفضل منا كسعوديين، وأتحدث عن أغلبية (سائبة) / منفلتة,(تقود) بتهور, لا تعترف بأي نظام مروري، وتستخدم السيارة لأول مرة ـ والله العظيم أوصلني أحدهم ذات يوم وعندما سألت كم المدة التي بدأ قيادة السيارة فيها قال لي: شهر وفي السعودية فقط، ولا(يهون) أغلب السواقين لدى بعض الأسر أو من هم (ليموزين) طازه!
ـ عمالة لا تربط حزاما، وتلقي بأعقاب التبغ في الطريق، ولا تبرح يدها عن (هرن) السيارة وتقفز من أقصى اليمين لليسار دون هوادة مقابل كلمة واحدة (عنترية) إذا ما قمت بدورك كمواطن طالبا منها الهدوء (مخ كربان).
(حفلة أخرى)، من يقفون لبيع الأشياء أمام المسجد عقب صلاة الجمعة (حفلة ثالثة) لا تعلم من أين جاءوا بخضارهم وبألعابهم، ولا بخردواتهم.
ـ (كلنا) أسهمنا في هذا، من خلال تقديم الخدمات الجليلة لهؤلاء وهم يدوسون كل شيء دون هوادة، وكأننا بلا غيرة على واقعنا، حركتنا المرورية، اقتصادنا، نظافة شوارعنا، مجتمعنا ويجب أن نتوقف.
ـ الجيد (المُدرب / الكفء) يبقى، ومن ليس كذلك يرحل يا وزير العمل – أو بلاش الوزير والمرور ـ أقول يجب أن يرحل، ثم لماذا تجدد إقامة العامل لدينا حتى (يُعمر) ويعيش في البلد ثلاثين عاما، مرة تلو الأخرى هل ليكون مصدرا ملهما لمن سيأتون أم أنه قدم كل ما لديه ولكن يجب أن يبقى ـ حسب رغبة صاحب العمل ـ وكأن الأخير من يرى المستقبل وليس الوزير وبالتالي ليس لدينا مواطن يستحق أن يكون بديلا له؟.