|


علي الشريف
من أجل إعلام حقيقي
2009-02-02
إشكالية الصحافة الرياضية السعودية في آونتها الأخيرة أنها (ولادة)، تكاثر بالنسل، غير أن الأمر يتوقف عند ذلك، ولا يتجاوز إلى السؤال عن صحة الجنين، ولا عن (شبهه)، وكونه ذكرا أم أنثى، وبالتالي صار الأمر أشبه (بالحفلة) المختلطة، وقد تكون هذه الثقافة مستمدة من خارطة طريق (هؤلاء) من أين جاءوا وكيف امتهنوا الحرفة، وبالتالي هم كثيرون كرقم، ولكن(الندرة) (الجيدة) المهنية منهم، تلك التي تتعب في صناعة مادتها الصحافية وتوثيقها وتنتقي أهدافها بعناية قليلة جدا، وهذا أولا.
ـ ثاني ما في الأمر أن جلهم وليس (بعضهم) يميلون إلى أن يكونوا نقادا ومشاهير وكتاب زوايا، وكافة تلك الأشياء مجتمعة ـ وذلك طموح مشروع ـ إذا ما قدمت ما يمنحك الحق لاقتناء الصفة بعيدا عن تلك (الحشات) المتفرقات في زوايا وهبت بأمر (فزعة ما).
ـ قد لا يجيد أغلب المواليد الجدد تعريف الحوار، أو الخبر، أو القصة الخبرية أو حتى ماذا يعني (الكابشن) بالنسبة للصورة وبقية أنماط الحرفة، ولا يؤدونها كممارسة ( ويتكئون) على (س) أو (ص) أو (ع) في مدينة الحرفة، وبشكل يصب في كون الأمر وظيفة، وترف ظهور، أكثر منه ممارسة تعب ونحت في صخر الصحافة كي يكتب اسمه بأحقية مطلقة، وإلا لكان المراسل أعلى أجرا من ذلك الأجر الفتات الذي يحصل عليه من الصحيفة (بعضهم يقول: لا أريد مقابل، المهم أكون صحافي)، فيما قد يكون لاعبا نجما ومهما بالنسبة لفريق العمل وهم( كافة العناصر)، فيما(الهلال) في هذه الحالة (الصحيفة وليس الأفراد)، في وكالة مثل الاسيشيتد برس من يتقاضى أعلى أجر المصور وليس رئيس التحرير في زمن ما، قد يكون تراجع ولكنه كان الأعلى أجرا.
ـ وقلت (الهلال) كون أي منتج جيد يتكون من فريق عمل أشبه بفريق كرة القدم أغلبهم نجوم ولكن النجم الأول المنتج نفسه، وبالتالي الصحيفة وفق عناصرها، والعناصر وفق صحيفتهم، نقول (الجزيرة) (القناة) متميزة (والعربية) كذلك، ولا نقول فيصل سبباً أو الراشد سبباً، هما نجمان ولكن في منظومة عمل تسمى (فريق يرى بصورة صحيحة، أهدافه التي يجب أن تتحقق على أرض الواقع) والنجم القناة، الصحيفة, الإذاعة، وهكذا.
ـ أعود للمواليد الجدد ـ العمل الميداني (الجيد ـ المتقن) لم يقدمهم للمهنة، وإرثهم الإنتاجي لم يجعل منا (نعرفهم) بشكل يكفي فيما هم (كثير) أما لماذا؟ فلكون بعض زملاء المهنة يبدأ بداية خاطئة ومن ركن الصحيفة وزاويتها وصفحتها اليسرى، فيما هو لا يستطيع كتابة خبر بشكل مكتمل ولم يتمرن بما يكفي، ولم يدخل الصحيفة من بوابتها المشروعة، ويتدرج, ومع ذلك ينسب نفسه لمدن الصحافة في حالة عدم تفريق فيما بين مسماه (كاتب، مراسل، محرر إلى آخر بقية التعريفات), منذ اللحظة الأولى حتى وإن قالها متلعثما أمام الضيف.
ـ أتحدث عن البداية التي نقرأها الآن (لهؤلاء الغزيرين رقما وكما وليس كيفا)، فيما هناك بدايات أخرى تبدأ وتنتهي (باكثار)/ الصحافيين من باب (القومجية) أو من باب (خله يطلع في الأسرة لو على الأقل واحد صحفي) وقس على بقية المبررات والمسوغات، بعيدا عن هل يصلح أم لا، ومن يقرر الأمر، واعتبارات أخرى ـ وكيف الحال ـ إلى اللقاء.