|


علي الشريف
الأهلي أصعب من ذلك!
2009-01-26
أي تعالٍ هذا الذي يضع القلاع (أهون ما في الأمر), أي كرة تلك التي تخون أقدام لاعبيها, وأي رعب ذلك الذي يجعل من المجد بمقابل, أو تنازل مسبق, أو تطبيع مؤجل؟! القلاع بنيت لتبقى, لتكون شاهدة, فقد شيدت ذاكرتها لتتمتع برائحة انتصارات جنود حقيقيين, قاتلوا وانتصروا حتى (اليقين)ـ والأهلي (قلعة).
ـ الأهلي يتقن زمام المعركة ويعرفه الخصم, هو مقاتل ماهر, تاريخ, فانلته أشبه بالماء والهواء معا من يخلعها (يتعب), وبالتالي ترفض هذا المد الكلامي (الغريب) أو ما يردده من لا يقرأون التاريخ وأنت تسمعهم يبسطون الأمر بعد الفوز على الاتحاد الذي لم يخسر, بأنه لصالح الهلال (عن قصد) أخضر.
ـ لم يقل هؤلاء أن الأهلي في مهمة ترضي تاريخه وتثري روح مقاتليه, وعندما يأتي مكتملاً يثير وبالتالي كانت صدمة قاسية للاتحاد, ولم يقنع هؤلاء أن الأهلي لن يقبل أن يكون على شاكلة قلعة لنصرة الآخرين, أو معبراً يستلل منه آخر, وفيما لو قبلنا جدلاً بأن الند الآخر هلال بلا معارك وانتصارات جعلت نصف الأرض زرقاء, قرر هؤلاء أن الأمر كذلك, (فالناس) تغويهم طقوس كرة القدم, ورفض الهزيمة فيقررون (وبأمزجتهم) أن في الكرة (من يبيعون ويشترون التاريخ) دون أن يعلموا تفاصيل من يتم الحديث عنهم، وبمثل هذا (الغثاء) في زمن العين المجردة وزوايا الرؤية الأكثر إضاءة.
ـ هم لا يعلمون أن الأمر لدى الأهلي حرفة مرتبطة بثقافة, وبتعريف يصب في كونه وأقصد الأهلي: (أصعب ما في الأمر) على أضداده, ليس بفوز على الاتحاد أو إجهاض لكرة لم تقاوم كرته, وليس لكون (الحساب) يرجح كفة الهلال, ولكن لأن الكرة كانت أرادت ذلك, مالك أراد ذلك, والراهب مارس طقسا مختلفا للكرة, وهذا ليس الأهلي كله عندما يجيء بل بعض منه (اندلق) من قنينة عطره / الخضراء / تلك / على أطراف الكرة.
ـ عموما أربعاء آخر, لتعلم أن الأهلي (يقين), مع فارق (القوة), (الحساب), والخصم, وعندما يأتي الأهلي والهلال معاً, سيعلم هؤلاء أن (تعريف الأهلي) أكبر من ترجيح كفة, أو من أجل أن تكون المعركة لكرة غير كرته, لأنني أعلم مدى (ثقافة) الأهلي, وطقوس كرته, وطوله وعرضه أعلم أن الأمر مختلف عمّا يتحدث عنه هؤلاء, ولأن كرة القدم لا تقبل (بالهُدن) / الطويلة, ولا بمن يحرك أقداماً ليست له عن بعد, سيأتي الهلال بقامته نداً للأهلي, وفق أهليتهما بالتاريخ وبانتصارات جعلتهما كبيرين دون ابتذال أو مواربة, لقد أخطأ هؤلاء في حق الأهلي والهلال والاتحاد كونهم بهكذا طريقة للأسف يفكرون, ودون يقين أو إثبات (يبربرون), فيما الأمر كرة أمام مرأى ومسمع الجميع, والجيد يتقدم بروح فروسية لمقاتلين غيورين كل على ناديه, ويظل الاتحاد بكامل قامته (فخماً), وهو يتلقى الخسارة الأولى منذ بدء الصراع, وذلك وحده يكفي لروايته التي تقول: أرعب الجميع ـ إلا الأهلي - ولكنه يلتقط أنفاسه مؤقتاً.. إلى اللقاء.