|


علي الشريف
كرة دولار
2008-10-13
كنت أتمنى أن أقرأ تقارير إعلامية متخصصة عن الشركات الرياضية والأندية الثرية العالمية، أو حتى في البلدان العربية، وهل هي تقف ضمن طوابير المتضررين من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم، أم أنها في مأمن، والطبيعي ألا تكون في مأمن طالما تتحدث عن سيولة ورؤس أموال واستثمارات، التقارير الصحافية في هذا الشأن كانت نادرة، أو قد لا أكون وفقت في العثور على تقارير عن شركات رياضية متخصصة أفلست، أو ستفلس، أو تشير إلى الضرر العام الذي سيصيب الرياضة، ما يعني أن أندية كمانشستر وريال مدريد وبرشلونة، ستتضرر، وستعاني من
(مهانة) / فنية، بالضرورة أن تنعكس على حجم جلب صفقة أو أخرى، وهذا أمر، الأمر الآخر أن الشركات غير الرياضية والتي تستثمر في الأندية كمشاريع مستقبلية صامتة ولم تبدِ تخوفاً أو تعلن عن موقفها تجاه الأزمة، ولا سيما هي أبرمت (وعشمت) الأندية السعودية بملايين الريالات، وبالتالي فيما لو تعرضت هذه الشركات إلى إفلاس كيف سيكون عليه الوضع المادي داخل النادي السعودي الذي يحاول أن يهرول من أجل جمع الثروات، وقد يستعجل ذلك، ولكن دون حرفية في أداء الأمر، وبتغييب ذهني عن معنى استثمار بفهمه الحقيقي.
ـ كيف هي العلاقة بين النادي السعودي وعقود شركات بيع الملابس الرياضية، والأحذية، وتأمين الاحتياجات والمستلزمات الخاصة بالأندية، إذا ما كانت الأخيرة طرفاً في النزاع على ما يحدث للعالم من سرقة أموال، أو وضعها تحت بند المسميات المختلفة من ركود ورهن وسحب سيولة وغيره من تلك المسميات التي لا تحميك كمستثمر فيما تحمي أنفسها وبحصانة متينة وهي (تدعوك) إلى دخول الفخ.
ـ أفكار متلاحقة كالسيل تطاردك وأنت تقرأ وتستمتع وتحك عينيك فيما بين الخبر الاقتصادي والآخر، ولكني ركزت على الرياضة (كواقع) قد يتألم من هذا الضرب والركل والرفس حول فصل الدولار وتوبيخه، وحول عدم ذكاء الآخرين في اللحاق به وعدم الحصول على استقلالية عنه وبشكل (يبغض) وصايته على هذا أو ذاك من الاقتصاديات وبالذات في الدول العربية التي تستخدم الرياضة كبنج موضعي لنصف السكان، وبالتالي (كبت) من الأموال في (هيئة / بزنس رياضي) ما يجعلني أتحسسه الآن مع هذه الأزمة (الكاش).
ـ الاقتصاديون العرب لا يظهرون إلا في الأزمات، أو على أثر تحويل مسار أموال بطرق تدعو إلى الريبة، وبالتالي أتت هذه الأزمة لتفرج همهم وتحل عقدة من ألسنتهم، وكأنهم لم يتحدثوا من قبل، ولم يدعوا للفخ من قبل، ولم يشاركوا في توريط أكثر من (غلبان) باللون الأخضر أسهماً، ودولاراً، وهنداماً، أقول ذلك كون قلة فقط تستطيع أن تعدها على أصابع اليد حذرت من الفخ، فيما الأغلبية ابتكرت أنواعاً من طرق الإقناع، ومن عبارات (الحق السوق )، (واللي ما اغتنى سيغتني)، (وننصح بعدم البيع)، (واستثمار طويل الأجل)، وقس على ذلك من (البيان)، ومن حجة اللفظ، وفي الأخير حلت الكارثة جزئياً فيما الضرر لم يصل إلى كامل نشاطه بعد.
ـ الصين مثلاً على (قد) عدد سكانها، ومشاغلها، لم ولن تتضرر من الأزمة، عموماً لست بصدد انتقاد (جماعتنا) / الاقتصاديين، بقدر ما أسعى إلى لفت انتباه الأندية والاتحادات العربية الرياضية من تلك الشركات التي قد تفلس أو تكون أفلست وتسعى إلى الربح على (ظهر) النادي واللاعب والاتحادات الوطنية العربية، ولا سيما أن أغلب تلك الشركات (من هناك)، وتعلم جيداً مدى (حصافتنا) و(بديهيتنا) (يخزي العين) في استشعار الخطر وبالتالي لم تخطئ التفكير وهي تبيع أنديتها لمستثمرين عرب.