|


علي الشريف
تراشق بالنبال
2008-08-25
الأمريكان غاضبون من الصين بدعوى تزوير في أعمار ثلاث لاعبات جمباز، ما أدى لجمع معادن نفيسة أولمبية أكثر للصينيين على حساب الأمريكان، وعندما (تحكرش) اللجنة الأولمبية الدولية في هذا الملف تحديداً، فهي تسعى لاسترضاء من هم أقوى في وجهة نظرها، وأقوى هذه من باب (السياسة)، كون الأمر تجاوز مسألة جمع المعادن النفيسة إلى بسط النفوذ والتمدد بطرق مريحة لطرف على حساب آخر غير أن التضاد هذه المرة حول أعمار اللاعبات الصينيات الثلاث، والاقتتال في ظاهرة رياضيا فيما هو تحرش سياسي وغليان بدأ منذ زمن غير أن التنين الصيني لم يتحرك بعد.
ـ وفيما هم يختلفون على الفتيات الثلاث، من جمعوا الذهب، تنشر الصحافة السعودية والعربية عن خيبات أمل عربية لم تكن متوقعة لقلة فيما هي كذلك لأكثرية، وتتحدث عن غياب لاعب أثقال سعودي – راحت عليه نومه ـ عن المشاركة فيما هو – موجود – في الأولمبياد وجاء للمشاركة إلا أنه وبسبب فوضى التنسيق غاب – وفق ما قرأته من تبادل تهم ـ بين أعضاء الاتحاد، فيما بقية القنوات والصحف العربية تناقش أمر إخفاق العرب في جمع معادن نفيسة أكثر بطرق تنم عن رضاء تام بالواقع، وكأنها توحي بأننا أصلا (كنا نعلم) ماذا سيحدث، فنحن (متعودين) على مثل هذا النبوغ، وعلى هذا الحصاد، وعلى تبادل الاتهامات فيما بين الأولمبياد والآخر، وبالتالي هكذا استعداد يوازيه هكذا حصاد.
ـ ماذا سيقول بقية العرب عن بقية الاتحادات الوطنية في البلدان العربية التي لم تحقق حتى ميدالية (خشب) على غرار تعبير زميلنا الساخر تركي الدخيل أمس الأول بمقاله بأخيرة صحيفة (الوطن) السعودية، وكأنه يقول ما الجديد.. زعلانين ليه؟
ـ دول صغيرة وأفقر من الدول العربية وسكانها أقل حققت ما لم يحققه العرب ولا تهون (أثيوبيا)، (جامايكا) ودول أخرى، وعندما أردد أصغر وأفقر (منا) فإنما أعني كافة الدول العربية، والملايين بل المليارات العربية، والاتحادات العربية بهالتها وهيلمانها، لاسيما وأنها (مشغولة) بكرة القدم، وبحصد كؤوس العالم، ومن هنا نبع الخلل، وتضررت (البنية فوق التحتية المتخربشة) للرياضة العربية، ولذا لم نحقق معادن، ولا كؤوس عالم لكرة قدم يعني باختصار (كارثة) أضيفت لكوارثنا الكثيرة، أما من يخطط لمن، من يقود من، من يتسنم الفعل/ العمل/ الرؤية/ التنفيذ ؟ هذه يطول شرحها، وقد أستثني رؤساء تعيقهم الإمكانات ولا أستثني آخرين يعيقون الإمكانيات نفسها، ولكن ولكي لا أتهم بالعدوانية، والإمبريالية، والعلمانية، والرجعية وكافة ثقافة (الشارع) العربي (الكبير) وقاموس مفرداته التي تدور في فلك (الهزيمة) وردود أفعالها التي لا تتجاوز (الشتيمة)، ثم الانكفاء، ثم نسيان الأمر، فهكذا (برمج) العقل العربي، وبالتالي يزداد عدد المبشرين بالخيبات والكرامات فيما بين العمة والأخرى أتوقف، في وقت أعلم فيه أن مدرج الرياضة – يشبه إلى حد كبير مسرحنا السياسي/ الثقافي/ الفني – وبأشكال متعددة ومختلفة، لك أن تسميها مباريات على الكراسي، أشبه بغزوات منهاتن تلك وما تلاها وبحجم الدول العربية (إنتاجا)/ رياضيا، في قائمة (معادن) الأولمبياد؟، و(الكؤوس)؟، و(صحتنا) الأسوأ، بهذه (الكروش) فيما نحن أكثر شعوب الدنيا تشجع (الكرة)، وتنفق على (الكرة) وتركض أكثر وأكثر ولم تحقق حتى ميدالية خشب.
ـ طبعاً هذا الطرح يأتي ضمن حواراتنا (العربية ـ العربية) التي غالباً ما تنتهي بثأر وبعدم قبول للحقيقة، وتنتهي بالتراشق (بالنبال) التي لم نحقق فيها ميدالية أولمبية أيضاً.. ومع ذلك زعلانين.. ليش؟ لا أدري.. الحال هي الحال.. لم يتغير شيء.. إذن لماذا الضغط والسكر؟!.. إلى اللقاء.