|


علي عبدالله الجفري
عهد جديد لدورات الخليج
2010-11-22
هناك مساحة مناورة نتفق ونختلف حولها، نحن الخليجيين، على ضرورة استمرار دورات كرة القدم الخليجية من عدمها، لأسباب كثيرة تداولها الإعلام الرياضي الخليجي، وناقشتها اللجان التنظيمية، والاتحادات، واللجان الأوليمبية الخليجية على مدى سنوات مضت. مع ذلك، لا يختلف أي خليجي متابع لهذه الدورات بأنها لعبت الدور الأهم في تطور كرة القدم في المنطقة فنياً وتنظيمياً وإدارياً.
التنافس الخليجي في دورات كرة القدم لم يقتصر فقط على الفوز بالألقاب، بل تعدى ذلك إلى تنافس شمل مجالات أخرى داخل الملاعب وخارجها. فقد تنافست دول الخليج على قوة التنظيم للبطولة والذي انعكس على القدرة الحالية لبعض الدول على تنظيم أحداث رياضية عالمية كان يعتبر تنظيمها في منطقة الخليج ضربا من ضروب الخيال. كما تنافس أبناء الخليج على الإعداد لاحتفالات الافتتاح والختام لتلك البطولات بطريقة جعلت الدول قادرة على إعداد احتفالات لمناسبات عالمية وقارية بمستوى مبهر. تشييد المنشآت الرياضية في المنطقة كان أحد أوجه التنافس بين الدول والذي ساهم ومازال يساهم حالياً في احتضان الكثير من البطولات والأحداث الكروية للدول الخليجية.
اليوم، أبناء الخليج واليمن على موعد مع عهد جديد لدورات الخليج بدخول اليمن الشقيق، ليس كمشارك في البطولة فقط، بل كمستضيف ومنظم لها لأول مرة في تاريخها. مشاركات اليمن في البطولات الخليجية الأربع السابقة جميعها سجلت تحسنا وتطورا تدريجيا في المستوى الفني، بتسجيل ثلاثة تعادلات واثنتي عشرة هزيمة. ابتداء من اليوم سوف يكون المنتخب اليمني مطالباً بالمستوى والنتيجة، بالمشاركة والمنافسة بعد أن كانت تُشكر على المشاركة وعلى تقديم المستوى.
تنطلق اليوم هذه البطولة في مدينة عدن اليمنية في ظروف أمنية مشددة تضيف تحدياً من نوع آخر بجانب تحدي حداثة التنظيم وتواضع البنية التحتية الرياضية والمعيشية. كل الأماني والدعوات للأشقاء في اليمن بأن يتخطوا جميع المعوقات التي واجهوها ومن المتوقع أن يواجهوها خلال فترة البطولة، وأن ينجحوا في التنظيم والاستضافة بمستوى يفوق توقعات المراقبين، ويوازي طموحات المسئولين في اليمن وفي دول مجلس التعاون الخليجي.