|




عوض الرقعان
الكورة تيسير
2016-10-08
عرفت تيسير الجاسم من خلال شقيقه الأكبر مسفر الذي جاء به إلى النادي الأهلي قبل 15 عاما، والتحق بالنادي الملكي في ظل وجود الأمير محمد العبدالله الفيصل رحمه الله.
وظهرت نجومية الأخ الأكبر مسفر من خلال المنتخب السعودي للشباب ولهذا اختاروه أهل جدة وهو القادم من الأحساء للعب بناديهم.
جاء مسفر للأهلي للعب كمحور وكان لاعباً مميزا ويملك فكراً كروياً عالياً ولكن الإصابة المزمنة نالت منه في وقت مبكر جعلته يغادر مبكراً، علاوة على أن الأهلي حينها كان يعاني من ضعف في مركز تسجيل الأهداف من حيث اللاعبين الأجانب والسعوديين.
وكانت تربطني علاقة جيدة بالكابتن مسفر وكان يسكن قريباً من منزلي بحي المروة بجدة وحصلت بيننا عدة زيارات وكان دائماً يتحدث عن موهبة تيسير شقيقه الأصغر وإنه سيقوده من الأحساء إلى جدة وسيلتحق بشارع التحلية كهدية لهذا النادي الراقي.
وكنت دائماً أمزح معه وأقول له: يا أخي أنت تلعب في مركز المحور وأخوك مثلك، الموضوع توريث والا أيه؟ نحن في الأهلي نرغب في مهاجمين وكنا نضحك على هذا الموضوع كثيرا.
وتوالت الأيام وجاء تيسير والتحق بالفئات السنية بالأهلي وأصيب مسفر وعاد إلى المنطقة الشرقية وشاهدت تيسير في بعض مباريات الأهلي بعد أن صعد للفريق الأول وكان مستواه عادياً وكنت دائماً أقول متحدثاً إلى نفسي مسفر هذا أتى بشقيقه وهو لاعب عادي خلاف ما كان يتحدث عن نجوميته.
لكن بصراحة ما لبث إلا وحدث العكس، ومع نهاية الموسم الأول برز الكابتن تيسير بشكل ملفت للأنظار.
وأذكر إنني بنهاية ذلك الموسم اتصلت على الأخ مسفر واثنيت على هديته للأهلي وفق قوله، ثم انقطعت العلاقة مع مسفر والحمد لله لازالت مع تيسير الذي يستحق كل التقدير.
تيسير الجاسم نوعية نادرة جدا من لاعبي الكرة السعودية أصحاب الخلق الرفيع والتعامل البسيط وهو
لايقل نجومية وإنسانية وأخلاقاً عن جيل العمالقة أمثال ماجد عبدالله صالح خليفة يوسف خميس نواف التمياط محيسن الجمعان محمد شلية ومحمد الخليوي رحمه الله والكثير من خريجي الكرة السعودية.
فهو يتعامل مع العم عمران مسؤول الكور والملابس في الأهلي مثل تعامله مع أي مسؤول في النادي، وهو يجمع بين الموهبة والتعامل الراقي بعيداً عن التصنع والبحث عن المصالح الذاتية والظهور في الإعلام والتقليل من شأن الآخرين.
ولعل ظهور الجاسم خلال مباراة السعودية وأستراليا يوم أمس الأول وأداءه المميز أكد أن ما حدث من حكاية الإبرة والإصابة المزمنة بين طبيب المنتخب وطبيب النادي ماهي إلا قصة عابرة وانتهت في حينها، وفضل هذا القائد الكروي الملهم التحدث عنها في الملعب، فهنيئا للأهلي والكرة السعودية بلاعب في عقلية تيسير الذي إذا ما اعتزل ستكسب الكرة في الأهلي مسؤولاً من طراز نادر، يملك كاريزما خاصة ومحبوباً من الجميع.