هل المجتمع الرياضي انتهت منه القيم والأخلاق والحيادية والمنافسة الشريفة؟ وهل يعقل ما نشاهده من كذب وافتراء واتهامات وبحث عن مصالح وزيادة متابعين في وسائل الخراب الاجتماعي؟ وهل نحن نمارس النخوة العربية ونتقيد بتعاليم الإسلام؟
للأسف لا... وبالأخص في الجانب الرياضي، فسلعة الإعلام باتت رخيصة جدا، والدليل الاتهام والفبركة في اللقطة التلفزيونية التي تناولها البعض وهي غير صحيحة، والتي من خلالها وجه للاعب نادي الوحدة مهند فارسي الإيقاف باعتدائه على اللاعب مونتاري، بل قامت حينها الدنيا وقعدت على الفارسي، وذهبت لجنة الانضباط باتحادنا الموقر بإيقاف اللاعب مباراتين دون تدقيق من اللقطة التلفزيونية ولو من الناقل الرسمي للدوري السعودي.
وسبحان الله حاكم الكون ومالكه الذي يترصد بكل شاردة وواردة، ويأخذ بحق المظلوم من الظالم ولو بعد حين وبلا شماتة، إذ هزم من اتهم وطبل وبارك وغرد على العقوبة على هذا اللاعب المكظوم، وانكشف أمر لاعبي ذلك النادي من حيث العصيان والخروج عن المألوف، وكأن الثرثارين نسوا إن الظلم ظلمات، وإن الفهلوة لن ولم تكن مصدراً للنجاح.
ولعل السؤال بعد هذه المهزلة الإعلامية والعقوبة غير المحقة من حيث الفعل وردة: هل اعتذر البرنامج الذي بث هذه اللقطة التليفزيونية المزورة للاعب وأهله وناديه وجماهير نادي الوحدة؟ وهل لجنة الانضباط فعلت ذلك واعتذرت عن هذا الإيقاف الظالم الذي للأسف اعتمدت فيه على مستند غير واقعي وصحيح كجهة قضائية؟
ومن هنا من خلال هذا المقال اسأل أهم الأشخاص في هذه القضية وعلى رأسهم وزير الإعلام عادل الطريفي: هل هذا البهتان يرضيكم؟
وكذلك السؤال موجه للأخ خالد بنصر وأعضاء لجنة الانضباط : هل كان قراركم بشأن اللاعب صحيحا؟ فأين شجاعة الاعتذار؟
ولايفوتني أن اسأل المتحدث الإعلامي بالاتحاد السعودي: هل ما شاهدته بين اللقطة الصحيحة والمزورة يمنعكم من قول الحق ولو على أنفسكم؟
في المقابل أوقفت لجنة المنشطات أسطورتهم بناء على تحليل أفضل مختبرات اللجان الأولمبية وفيفا بدولة سويسرا، وبالرغم من ذلك شككوا وأرعدوا لجنة المنشطات السعودية، بل المحزن ذهبوا إلى أن اللاعب ذهب ضحية مؤامرة، وكأن أي مادة تدخل وتبقى في جسم الإنسان خلال ساعات معدودة، كما ذهبوا إلى أن اللاعب تناول نبتة زراعية لا تقدم أو تؤخر في نشاط الجسم....الخ ...الهروب من الحقيقة واللعب على وتر المؤامرات في زمن الإعلام الواقعي.. نسأل الله لنا ولهم الهداية.