يفترض أن نكتب عن لقاء الجولة الثامنة عشرة ونفرح بشكل ترتيب الدوري وعدد جولات الفرق المتساوية التي نشاهدها لأول مرة منذ زمن بعيد والمنافسة الحميمة بين النصر والهلال والتنافس الأخير على الدوري لفريق الشباب أمام فريق الفتح. ـ ولكن وفاة الأخ والزميل والصديق الطيب الذكر محمد صالح باربيق (أبوعبدالله) تجعلني أكتب عنه وهو الرجل الذي يعرف الواجب والأصول وكيفية التعامل مع الكل بعيداً عن ألوان الأندية وأنا شخصياً تعلمت منه الكثير فيما يخص هذا الجانب. ـ وأذكر حينما أجرى فوزي خياط عملية قلب مفتوح قبل عدة سنوات التقيت الأخ محمد في إحدى المناسبات المكية فسألني وقال لي هل زرت فوزي خياط؟ قلت .. لا ... فقال لي غداً سأحضر إليك إلى بيت والدك ونذهب لزيارته سوياً وبالفعل جاءني وذهبنا سوياً وهو يكبرني سناً وصحافةً ولكن تواضعه وحبه للتواصل جعله يفعل ذلك وأكثر. ـ الأخ محمد شاهدته في الكثير من رحلاتنا مع المنتخب السعودي الأول كمراسلين من الصحف ولم أره إلا يأتي مرافقاً بأحد من أقاربه أو أصدقائه وعادةً ما تكون غرفته مجلساً للعديد من الزملاء وهذا حصل في العديد من الدول التي شارك بها الأخضر. ـ ففي دولة قطر أقيمت تصفيات آسيا النهائية بشكل مجمع لبلوغ نهائيات كأس العالم 1994م وكان معنا حينها العديد من الزملاء منهم محمد الغامدي ومساعد العبدلي والمطرفي والعصيمي والفراج وخالد الشهوان والفريان وغيرهم، كان الأخ محمد هو المضياف بالشاهي للكل بالرغم من أنه يكبرنا سناً. ـ وتكرر هذا الحال في مونديال فرنسا 1998م وكانت غرفته بجوار غرفة الأخ خالد قاضي وتركي التركي في فندق (الورويك) بالعاصمة باريس وكان الأخ محمد صالح يسكن معه طلعت تونسي وابنه عبدالله وما إن تدخل الغرفة إلا ويبادرك الأخ محمد باللهجة المكاوية العتيقة بكلمة ... يا مراحب... فيخرج لك المكسرات ويصب لك الشاهي أو القهوة .. ويتحدث إليك بكل تواضع ورقة ومحبة. ـ الأخ محمد بعد أن أصيب بالمرض قبل عامين أو أكثر تأخرت في الاتصال عليه وحينما كلمته قال لي الحمد لله أنك اتصلت بعد أن شعرت بتحسن كثير من المرض ولم يعاتبني أو يطنش اتصالي بالفعل شعرت بعد تلك المكالمة بأن مثل هذا الرجل قل أن تجده وبهذه الروح وبهذا التماسك. ـ آخر لقاء كان بالأخ محمد بعد أن جمعنا (جزاه الله خيراً) أنا والعديد من الزملاء في إحدى قاعات المناسبات في مكة المكرمة والتقينا حينها مع إدارة نادي الوحدة الحالية برئاسة علي داود والزملاء جبر العتيبي وعبدالله الشيخي وعثمان مالي وفريد مخلص وعدنان جستنية وكانت سهرة كروية جميلة. ـ رحم الله الأخ محمد ابن حي الهجلة وابن خير بقاع الأرض مكة المكرمة وأسكنه فسيح جناته، وأبدّله الله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وألهم زوجته وأبناءه وبناته الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).