عوض الرقعان
نهاية الكرة
2012-12-18

تعيش كرة القدم في العالم أجمع بفترة صعبة وهذا وفق تقرير من الأوروبيين أنفسهم ممن هم أهل الكرة وناسها، وبالتالي ليس المعاناة داخل مجتمعنا الرياضي السعودي الذي شبع من كثر التصريحات والاتهامات والسخرية من مسؤولين وإعلاميين وجماهير، ففي عاصمة الكرة أوروبا يعاني اللاعبون ذوي البشرة السمراء من العنصرية، وتعاني بعض الأندية وفق قولهم من سطوة رجال الأعمال عليها بما فيهم التجار العرب. ـ ولقد شدني حديث لأحد أشهر الصحفيين الإنجليز دافيد وينر ومن خلال كتابه «التاريخ المثير للكرة الإنجليزية» والذي كتب فيه يقول «لعبة كرة القدم شهدت فى بدايتها بإنجلترا أسوأ أشكال العنف، وكانت مبارياتها تجرى فى ساحات تمارس فيها أقذر أنواع الانحطاط، وكانت كرة القدم للأشرار من العاطلين، الذين يمارسونها بأحذية قاسية وخشبية، وعلى ملاعب سيئة يختلط فيها التراب بالعرق، والمصافحة بالضرب، وبرر دافيد وينر انتشار اللعبة في إنجلترا بحاجة الشباب إلى أي نشاط يخرج طاقاتهم الشريرة والعنيفة» ويبدو أننا نعيش مثل هذه البدايات للكرة وعالمها في مجتمعنا ولكن خارج الملعب وعلى الفضائيات. ـ بينما كتب سيانس أومان مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية فى باريس واصفاً نهايات كأس العالم بأنها دورة ألعاب اقتصادية وثقافية وسياسية وكتب:«إن كرة القدم هي الظاهرة العالمية الأوسع والأعرض، ومركز العولمة وتناقضاتها.. وإمبراطوريتها». بل ذهب ليؤكد أن اللعبة سيطرت على العقول والنفوس والأوقات. ـ وتناول الكاتب نقطة مهمة، تتعلق بعلاقة كرة القدم بالهوية الوطنية وأنها متناقضة. فاللعبة نشأت وتطورت مع نشأة الدول، وحملت الرياضة هذه، مثلما حُمّل غيرها، مهمة ترسيخ الهوية الوطنية. فمن طريق الاحتفال بفريق، يختبر المشجعون له شعورا مشتركاً بالانتماء لهذه البلد أو تلك والشعور الوطنى قد يكون أثره فى الرياضة صحياً في كثير من الأوقات وهذا ما فعله منتخب العراق سابقاً والأهلي المصري حالياً. ـ فهل نحن كمجتمع رياضي سعودي بحاجة إلى عودة تلك الروح الفرائحية من خلال انتصارات وبطولات تحققها المنتخبات السعودية من أجل أن تخف حدة التوتر والمشكلات والصيد في الماء العكر والنيل من بعضنا البعض حتى صار الكثير منا سعراناً ويرغب في أن يأكل الآخر؟ ـ أتصور في وجهة نظري أن دخول غير الممارسين للرياضة في المجتمع الرياضي السعودي في العشر سنوات الماضية بجميع وسائله من رؤساء أندية إلى مسؤولين في اتحادات إلى إعلاميين جعل الكرة من لعبة رياضية إلى لعبة انتقامية .. والدليل وانظروا من يمثلنا في الاتحادات القارية هل مارس اللعبة؟ وكذلك الحال للعديد من رؤساء الأندية أو إعلاميي الفضائيات؟ هل عاش أي منهم الفوز والخسارة؟ لو عاش هؤلاء تلك اللحظات لتقبل الكثير منهم الفوز مثل الخسارة بدلاً من النيل من فلان والردح على علان وانتظار أي خطأ لفلان.