|




عوض الرقعان
فيلكس والانضباط
2012-10-20

إن تصريحات مسؤولي الأندية لدينا وتكذيبهم لبعضهم البعض وعدم اعترافهم بالخطأ وعقوبات لجنة الانضباط في دخولهم لأرض الملعب وهو المنظر الذي لا تراه إلا في ملاعب الأحياء يجعل المنافسة لدينا تتحول إلى ملاسنات على عكس ما شاهدناه وشاهده العالم أجمع خلال الأسبوع الماضي من قبل الكولونيل جو كتنجر صاحب الرقم القياسى السابق بالقفز من ارتفاع 31333 مترا عام 1960م والذي كان عضوا وموجهاً في فريق منافسه فيلكس الذي كان يستعد لتحقيق رقم جديد من خلال قفزته الكبرى، بل إن الكولونيل بكى فرحاً لنجاح فيلكس بكسر رقمه السابق بينما نحن في منافستنا نلطم ونشتم وننتقد صاحب الرقم القياسي الجديد حين يحطم رقم المنافس السابق أو صاحب البطولة السابقة والدليل مقولة العالمية الخ... التعليقات السمجة التي نكيد بها بعضنا البعض. ـ ولعل عمل البارع فيلكس وطموحه وشجاعته تؤكد لنا من جديد أن كل شيء ممكن عمله والوصول إليه من خلال الفكر والتجربة ولقد عمل هو والطاقم الخاص به على ذلك بعد عدة تجارب كونه سيقفز من ارتفاع 39 كيلومترا. وهو أعلى من المستوى الذي تصل إليه الطائرات التجارية ثلاث مرات ولقد استغرق في الصعود لذلك ثلاث ساعات، ولكنه هبط إلى الأرض في 4 دقائق و20 ثانية وسبحان الخالق، ولقد اهتم الطاقم بكل شيء وتم حسابه مئات المرات بالدقة، ولكن ثمة أمر لم يحسبه ذلك الطاقم وهو حساب تأثير اختراق الجسد البشري لحاجز الصوت بمعنى أن فيلكس هبط بسرعة 834 ميلا في الساعة (1342.2 كلم) أي ما يوازي 1.24 مرة سرعة الصوت. ـ ولقد عاش الخطر نتيجة تلك السرعة حينما تعرض للدوران أثناء الهبوط ولحظتها انخرط أو فزع فريق العمل من الخوف والسبب دخوله مرحلة فقدان الوعي ربما بسبب تأثير تدفق الدم إلى رأسه، بجانب مدى قدرته على تحمل السرعة الرهيبة في الهبوط، ولذلك خصصت مظلة تفتح تلقائياً إذا فقد وعيه، ولكن الله سلمه. ـ ولعل تجربة فيلكس هذه تقودنا إلى مزيد من الإيمان بقدرة الله وإبداعه في خلق السموات والأرض وما بينهما بعد أن سئل فيلكس عن أول جملة قالها أول ما طلع من الكبسولة إذ قال: كنت أتمنى لو أن العالم يرى ما أراه في تلك اللحظة”. ـ وهنا علينا أن نتذكر الآية الكريمة التي يصف فيها الله تعالى من يفتح عليه باباً من السماء “إذ قال جل شأنه: ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون، لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون”. يعني تقريباً نفس جملة مشابهة تصف مدى دهشة الشخص من المشهد الجميل والساحر الذي صادفه في الطبقات العليا من الجو، فسبحان الله فيما خلق، وهذه الآية نزلت قبل أكثر من 1400 عام.