مباراة الغد التي ستجمع الأسبان والطليان في نهائي كأس أمم أوروبا جعلت الخبراء يقولون بأنها مباراة بين لاعبين اثنين..هما الأجود والأحرف سواء في إصدار الكرات الخطيرة أو تغيير اللعب أو التحكم فيه من حيث السرعة والبطء، وهما لاعبا الوسط العجوز الإيطالي اندريا بيرلو والنجم الأسباني اندرياس انيستا. ـ وخلال فترة البطولة، وبلغة الأرقام حقق العجوز بيرلو 33 عاماً لقب أفضل لاعب خلال ثلاث مباريات أمام كرواتيا وأمام إنجلترا وأمام ألمانيا، في حين حقق للأسبان الأفضلية نجم الوسط انيستا أمام منتخبي كرواتيا وإيطاليا. ـ فإيطاليا التي تطورت كرتها القديمة التي ابتدعها هيلينو هيريرا فى الستينيات، وأكدها المدربان بيرزوت في مونديال أسبانيا 1982م والمدرب ليبي بمونديال ألمانيا 2006م وبعض محاولات المدرب ساكي. ـ وهي التي تعتمد على بناء الهجوم من وسط الملعب وفى ملعب الخصم، وتمارس ذلك بتغيير إيقاع اللعب، وتمزج بين الهجوم بالبناء التقليدي والمضاد، وهي مازالت كما هي، فلديهم مقولة تعرف بأن الكرة على الأرض تجري وتمضي في الملعب ولا تطير إلى الأعلى كثيراً، فهي ليست كرة طائرة لهذا ستصل لمرمى الخصم وهي في الأرض أفضل وأسرع. ـ بينما الأسبان الذين باتوا متخصصين في الاستحواذ على الكرة طوال أوقات المباراة متفوقون على منتخب تيلي سنتانا البرازيلي في مونديال 1982م وبلغة الأرقام، ومع المدرب العجوز اورجنويس في كأس أوروبا 2008 كان متوسط نسبة استحواذ الإسبان على الكرة 58%، وفي كأس العالم 2010 أصبحت النسبة 65%، وفي أمم أوروبا الحالية أصبحت نسبة الاستحواذ لديهم 68%، أي لاعب منهم لايمل أو يكل من تمرير الكرة والركض بشكل عرضي أو طولي. ـ لكن في إحصاء أخير للإسبان حول مباراتهم أمام البرتغال، وجد أنهم فقدوا 85% من تمريراتهم الكروية في الملعب، وهذا ما جعل الكل يشاهد فقدانهم للكثير من قوتهم أثناء المباراة أمام البرتغاليين إلى أن وصلت المباراة إلى ضربات الجزاء الترجيحية. ـ فهل تراجع نسبة استحواذ الكرة من قبل الأسبان يقود الطليان على خداعهم مثلما فعلوا مع البرازيل في إسبانيا بقيادة الأسطورة سقراط وخداع فرنسا بقيادة زين الدين زيدان في ألمانيا.. هذا ما سنشاهده غداً إن شاء الله.