|




عوض الرقعان
العقاريون والرياضيون
2012-04-28

عقب هزيمة نادي برشلونة الأسباني طالعت موقع (فيفا) على شبكة الإنترنت فثمة تصريح لرئيس النادي الكتالوني بورسيل والذي قال بكل تواضع عقب خسارة فريقه: هذه كرة القدم مبروك لفريق تشيلسي ولم نتصور التعادل، عملنا كثيراً ولكن الفشل قد يصادف أي ناجح في لعبة كرة القدم، أكرر مباركتي للفريق الإنجليزي. ـ هكذا يتحدث رئيس أفضل ناد في العالم يملك أفضل النجوم بل وحد الشعوب بمختلف لغاتها بحب هذا النادي بكل تواضع وفروسية دون أي اتهام لحكم مباراة أو بعث برسالة لرئيس ناد أسباني أو أوروبي آخر بل لم يقل فريق تشيلسي خرب كرة القدم بلعبهم بعدد تسعة لاعبين مدافعين الخ ... التبريرات التي عرفناها في الكرة في ملاعبنا من رؤساء أندية وإعلاميين وإداريين.. ـ ولعل حديث هذا الرجل قادني إلى مدرب منتخب السحرة البرازيلي تيلي سانتانا في مونديال 1982م بأسبانيا ولقائي بالمدرب به حينما جاء يدرب الأهلي في أحد المطارات السعودية ومعه المترجم اللبناني إلياس.. ـ يومها سألت سانتانا عن أسباب خروج البرازيل من إيطاليا في مونديال أسبانيا بثلاثة أهداف لهدفين وهم كانوا نموذجاً للكرة السهلة والجميلة وفي سؤالي اتهام مبطن لمنتخب إيطاليا بأنهم يفضلون اللعب في الدفاع وأن حصولهم على كأس العالم لم يكن بجدارة وبالتالي حرمونا متعة الكرة الخ ... الاتهامات التي تعودنا عليها. ـ وليفاجئني المدرب الراحل بابتسامة بسيطة ويقول إن الايطاليين أذكياء وتعاملوا معنا بقيادة مدربهم بيرزوت بما يملكونه من إمكانيات من حيث اللعب على مناطق الأخطاء والبطء لدينا فكانت لهم الغلبة ومبروك عليهم. ـ وطبيعي أن أتذكر هذه التصريحات وتصريحات الرياضيين السعوديين في السابق وليس في وقتنا الحالي، ففي السابق لم أسمع من عبدالفتاح ناظر رئيس الاتحاد أو عبدالرزاق أبوداود رئيس النادي الأهلي يتحدثون عن مؤامرة أو إشارة إلى مثل هذه الأمور. ـ كونهم يدركون أن أي مباراة في العالم لابد وأن تنتهي لاحتمالات الفوز أو الخسارة، بل أذكر أن الأمير خالد بن عبدالله أو الأمير طلال بن منصور حينما كانا يترأسان الأهلي والاتحاد لم يتهما أحداً كونهما مارسا الكرة ويدركان أسباب الفوز والخسارة. ـ بينما طالعوا ما نحن فيه من أحاديث لرؤساء أندية أو مديري كرة فستجدون أنهم يتحدثون عن أخطاء خارج الملعب من مؤامرات وغمز ولمز وبمطالعة دقيقة ستجدون أنهم عقاريون وليسوا رياضيين.