|




عوض الرقعان
رحم الله صاحب الوعي
2011-08-24
عرفنا الأمير محمد العبدالله الفيصل كصحفيين -يرحمه الله- وكان صاحب قلب أبيض لا يحقد أو يكرس مفهوم الانتقام ولو بالحديث أو يستغل مكانته بالاتصال على رئيس تحرير أو... إلخ.. تلك التصرفات التي كان يعمل بها في ذلك الوقت بعض المسؤولين عن الأندية، بل كان يسعى إلى بث أفكاره من خلالنا كإعلاميين وأهمها الوعي؛ فكان دائماً يقول نحن لدينا أزمة وعي في العديد من المجالات ومنها الرياضة
ـ من مميزات الأمير محمد كان متواضعاً وقبل دخول الهاتف الجوال أو المحمول كنا نتصل عليه في منزله أو مكتبه من أجل نشر حديث في الصحيفة لليوم التالي، فكان يرد على الاتصال ويتحدث معنا ويتناقش بل يقول لك كمراسل ماذا ينفعك من حديثه أو تصريحه الذي سيدلي به لك؟.. ولا تشعر بأي فوقية يمارسها عليك بالرغم من ثقافته الواسعة وإجادة للغة الفرنسية والإنجليزية.
ـ بالطبع لأيّ إعلامي مثل العديد من الزملاء الكثير من المواقف مع الأمير محمد، ولكن يشهد الله كان ثمة موقف لي شخصياً معه يدل على سعة صدر هذا الرجل وتواضعه.. ففي إحدى المرات كتبت تقريراً وأذكر بأنني بالغت في كتابة ذلك التقرير من حيث حدة الانتقاد وبالأخص في العناوين عن فريق كرة القدم بالنادي الأهلي وهو المشرف على الفريق.
ـ فالتقيت به في النادي الأهلي عقب نشر ذلك التقرير، فعاتبني وقال لي: أنت تتصل عليّ دائماً، فهل أنا أهملت اتصالاتك وطالبتك بعدم الاتصال بالرغم من مشاغلي، فلماذا لم توثق ذلك التقرير برأي المشرف على الفريق وهو حق مشروع لي، وحزنت من عتابه لي وابتعدت عن النادي لمدة أسبوع وعقب ذلك أفاجأ باتصال من هاتف الكابتن حسام أبو داود إداري الفريق في تلك الفترة فرددت على الاتصال فإذا بالأمير محمد -يرحمه الله- يقول لي: “وينك لماذا لا تأتي إلى النادي وبلهجة مكية أنيقة وحشتنا لا تزعل مني فأنا مثل أخوك الكبير يا واد”.
ـ ذكريات جميلة مع الأمير محمد وهو الذي كان يقول لي دائماً إذا ما ذهبت إلى مكتبه بعد صلاة الظهر بين الفينة والأخرى من أجل السلام عليه، أنت مثلي يا عوض تعشق مكة المكرمة وتعيش في جدة، فنحن مقسومون ما بين الحب لمكة المدينة الطاهرة حيث الطفولة، والعيش حالياً في مدينة جدة.
ـ رحم الله الأمير محمد وأسكنه فسيح جناته، بالفعل كان رياضياً من الدرجة الأولى.. و(إنّا لله وإنّا إليه راجعون).