|


فتحي سند
معايير التقييم
2009-02-27
ليس بالضرورة أن تكون الأفضل حتى يشير الناس إليك بأنك ناجح.
وليس بالضرورة أن تكون ناجحا حتى تتسلط عليك الأضواء باعتبارك الأفضل.
المسألة نسبية عند الكثيرين، رغماً عن أنف الرافضين لأحكام المنطق.. بمعنى أن من تراه الأفضل لا يكون كذلك في نظر الآخرين.. ومن تزعم أنه ناجح.. ربما كان هناك من أحسن منه.
إذا كان الأمر هكذا في العلوم والفنون والثقافة والاقتصاد وغيرها من القطاعات التي لا تتحمل عمليات تقييم جوانبها النقاش الشديد أو الجدل فما بالك بالرياضة.
من يتحدث في العلوم هم في الغالب متخصصون.. ومن يتناول الكلام في الفنون والثقافة دارسون ومن يفتي في الاقتصاد خبراء.. ويكون إقناع المتلقي بقدر ذكاء المتحدث.
أما في الرياضة عامة وكرة القدم بصفة خاصة فكل عام وأنتم بخير.
كل من "هب ودب" يقول أي شيء.. ليس هذا فقط، وإنما يعتقد هذا "المدرب" أنه الخبير والذكي والعلامة الذي لا يضاهيه أحد على وجه الخليقة.
وأغلب الظن أن من "هب ودب" أصبح يمثل قطاعا عريضا في كل المجتمعات بلا استثناء عربية أو أجنبية. ولكن المؤكد أن النسب تتباين تبعاً لأشياء كثيرة منها ما يرتبط بالبيئة الثقافية بما فيها العادات والتقاليد ومنها ما يرتبط بالتربية وما ينطوي تحتها من سلوك وأفكار متخلفة تدفع إلى تصرفات غير محسوبة، مثل الشغب الناتج عن التعصب.
والواقع.. أن عدم الاتفاق على تقييم الأوضاع أو التجارب هو أحد مصادر التباين في الاختيارات عند إجراء أي مقارنات، إلا إذا كان التقارب شديدا بين عنصرين أو مكانين أو شخصين في الأداء والكفاءة.. حينئذ يكون الخطأ البشري مقبولا إذا مالت الكفة لهذا.. أو ذاك.
ولعل الاستفتاءات لاختيار الأفضل هي أحد الأشكال التي يختلف عليها الكثيرون لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها الانتماء الذي قد ينقلب أو يتحول إلى تعصب أعمى.
منذ أيام قليلة وعلى سبيل المثال.. وقع حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر في "حيص بيص" لأنه كان عليه أن يختار بين محمد أبوتريكة وعمرو زكي كأفضل لاعب في إفريقيا.. وكم كان حسن في موقف لا يحسد عليه لأنه كان يعرف جيدا مدى ردود الأفعال التي سيتوقف عليها قراره بسبب شعبية الأهلي وارتباط حسن مع الزمالك.