لست أكبر إخوتي لكنني أفضلهم وربما أجملهم وأعلم أن بعضهم حقدا وحسدا لن يكتفي بإسقاطي في (غيابت الجب) لو سمحت له الظروف وبعيدا عن أعين الرقباء بل سيرميني (بطلقات الغدر)
رغم كوني من أواسط أشقائي عمرا إلا أنني في الفترة الآنية أعاني من أعراض كِبْر وكِبَر والأولى تختص بجسدي الذي باتت كثير من الأمراض العضوية تحاصره، فقلبي لم يعد (ينبض) كما كان أو كما ينبغي ولم يعد (يضخ) الدماء إلى باقي الأجزاء التي أخشى إن استمرت حالة الشح أن تصيبها عوامل شيخوخة مبكرة، ولو أن ما يعانيه الفؤاد هو كل مشاكلي لهانت الأمور فالطب الحديث يبرع في زراعة القلوب ومئات المتبرعين جاهزون للدعم واستبدال قلبي المتعب بقلب شاب نشيط قادر على تحمل (أعباء) الحياة اليومية لكن مشكلتي الأساسية في (عمودي الفقري) لأن ألمه فظيع لا يطاق ولا تنفع معه المسكنات والحلول الوقتية، وقد أكد خبراء كثر بأن بعض فقراته تعاني من تآكل حاد وهذا يعني أن استبدال الفقرات بفقرات جديدة غير ممكن (إكلينيكياً)، بل الحل الوحيد في استبداله بعمود جديد سليم من المعوقات نشيط ومرن قادر على تحمل الأثقال والضغوطات التي تطالني طوال العام إلا في أيام قلائل فأبنائي يعولون عليّ كثيرا وقد عودتهم على حياة بذخ وترف ولا يرضون مني تقشفاً ولا يعذروني نهائياً حتى ولو كنت على سرير المرض والتعب والإجهاد، وهم في الفترة الأخيرة (غاضبون) جدا وحينما يغضب المرء فإنه لا يستطيع رؤية الأمور بوضوح وبعضهم أخرجه غضبه عن طوره فبات يشتم أطبائي رغم أنهم بذلوا الغالي والنفيس من أجلي حتى وإن أخطأ بعضهم في تشخيص حالتي في أي مرحلة من مراحل حياتي المليئة بالكفاح والنجاح ومحطات إخفاق ولم أقل مراحل لأنها تأتي قصيرة ولا تلبث طويلا حيث يهب الجميع لنجدتي ومساعدتي على النهوض من كبوتي حتى أصبحت سمة يحسدني ولا يغبطني إخواني عليها، ومع كل هذا لا يعتبر خطأ التشخيص مبررا لشتمهم والنيل منهم والتقليل من كل ما بذلوه من أجلي طوال تاريخي الطويل وقد آلمني هذا الأمر فهؤلاء أطبائي ومسعفي وأولئك أبنائي الغالين وما حدث (ثقافة دخيلة) لم أتعودها منهم ولم أعودهم عليها ولا أريدها وما أريده منهم أن يحاسبوهم حينما يخطئون ولكن لا يشتمونهم فشتمهم يؤذيني.
الهاء الرابعة
يالله يا معطـي العـطايا مـراديف
ياللي ما تلحـق مـد جـودك بـ منّه
ترزقني الخيـرة وزين التصاريف
ورضاك يوم رضاك، مفتـاح جنّه