في زعيم القارة العشاق يتنفسون الصعداء ويتبادلون التبريكات في (القروبات) ومواقع التواصل الاجتماعي بعد إقالة المدرب اليوناني (جورجيوس دونيس).
الغالبية العظمى يرون بأنه سبب الإخفاق الأخير الذي تعرّض له الفريق في الثلث الأخير من الموسم بعد خسارة الدوري وبعده الخروج من كأس الملك في انتظار الخروج المتوقع من دوري أبطال آسيا
هذا الأمر هو ثقافة كروية محلية خالصة فالمدربون هم الحلقة الأضعف في المنظومة الكروية وهم يذهبون ضحية لنتائج الفرق السلبية حتى أصبح لساحتنا سمعة سيئة وبات السواد الأعظم من المدربين الكبار وغير الكبار يرفضون الحضور لنا لافتقاد ساحتنا للمنطق وباتت الأندية تضطر إلى تدوير المدربين أو إعادة من سبق وحضر لدينا دون أن يحضر إلينا في السنوات الأخيرة مدرب شهير
مشكلة الهلال ليست في دونيس وإن كان هو سبباً مهماً وجزءاً لا يتجزأ من المشكلة فالمدرب الذي وصف بأنه ضالة الهلال في بداية قدومه حينما نجح في إعادة ترميم المجموعة المتهالكة ونجح في تحقيق أهداف ما تبقى من تلك الفترة وبدأ الموسم الجديد بكأس السوبر ثم أعقبه بكأس ولي العهد وكان منافساً على الدوري ومتصدراً لفريقه قبل أن تبدأ رحلة السقوط.
الهلال يا سادة يفتقد لعمود فقري مميز يبدأ من حارس متمكن من نوعية (الدعيع) وكان هذا الموسم رهينة لانفلات (شراحيلي) وعدم انضباطيته وعدم إحساسه بحاجة الفريق لخدماته.
والهلال يفتقد لقلب دفاع محلي من نوعية (أسامة هوساوي) قادر على توظيف خبرته وقيادة الدفاع الأزرق وتشكيل ثنائي مع مدافع أجنبي مميز فهو هذا العام ورغم وجود قلبي دفاع أجنبيين لم يستفد من خدمات (ديجاو) لغيابه المتكرر بدواعي انفلات سلوكي أو إصابات.
الهلال يا سادة بحاجة للاعب محوري نشيط ويملك صفات القائد للألعاب الخلفية ويملك حلولاً أمامية من نوعية (رادوي)
وهو أيضاً بحاجة لصانع ألعاب مهاري وقادر على قيادة خط الوسط ويملك القدرة على إحداث الفارق الفني بالتمرير أو المراوغة أو التسديد من عينة التايب أو نيفيز.
وبحاجة لمهاجم هداف يستطيع التسجيل من أنصاف الفرص بدلاً من الأهداف المهدرة التي أصبحت سمة بارزة ومصاحبة لجل مبارياته هذا الموسم.
حينما يتوفر هذا العمود الفقري يستطيع الفريق الاستفادة من قدرات الأسماء المحلية كالشهراني والزوري وعطيف والفرج وسالم والعابد وجحفلي والبريك كأسماء مساندة وداعمة لقوة الفريق الحقيقية.
حينها تستطيع أن تفتح مساحة الرغبة في المنافسة على كل البطولات ومعها تستطيع أن تحاسب المدرب أنه لم يوظف هذه القدرات كما ينبغي.
عدم توافر هذه الخامات في نفس الخانات مسؤولية الرئيس ومعه أعضاء الشرف الذين وعدوه بالدعم وظهور الفريق متوتراً في آخر مباريات الموسم مسؤولية جهاز الكرة ومديره فإما إصلاح الخلل أو البحث عن مدير كرة خبير.
هذه مشكلة الهلال وفي حال عدم إصلاحها سيحضر بديل عن دونيس وستشاهدون نفس السيناريو يتكرر وهكذا تستمر العجلة دون إصلاح لحقيقة الخلل.
الهاء الرابعة
قل الدراهم والله إنه مهو عيب
العيب والله عيب قل الشهــامه
كم من فقيرٍ يرتكي للمــواجيب
وكم من غنيٍ بالمواقف هـــلامه