النص :
كانت الساعة تشير إلى بقاء دقيقة واحدة تفصل الهلال السعودي عن نهائي القارة في ظل توتر وإحباط يتغلغل في نفوس لاعبي الأهلي الإماراتي عندها كانت الكرة بين أقدام لاعبي الزعيم وهم يستعدون لشنّ هجمة مرتدة
انطلق فيها الظهير الأيسر وتقدم معه لاعب الوسط في ذات الجهة وبدلاً من إكمال (سيناريو) الهجمة أو الاحتفاظ بالكرة بالتمرير البيني القصير واستهلاك الوقت بطريقة قانونية في مناطق بعيدة عن الخطر أو على الأقل تشتيت الكرة بعيداً لتصبح ضربة مرمى أو رمية تماس قريبة من مرمى المنافس وتلك الحلول كافية لاستهلاك الوقت حدث خطأ فظيع حيث ارتبك المدافع واصطدمت الكرة بقدمه وذهبت للاعب المنافس الذي بدوره مررها لآخر في المنطقة الزرقاء مما اضطر لاعب الوسط للعودة للتغطية وارتكاب خطأ جانبي من خلاله أحرز الخصم هدف الفوز وخطف بطاقة التأهل للمباراة الختامية.
هذا المشهد تكرر مساء أمس الأول في لقاء الهلال مع تراكتور الإيراني الحاسم فالساعة كانت تشير إلى بقاء ثوانٍ معدودة قبل صافرة النهاية والفريق يمتلك بطاقة التأهل بعد التقدم بهدفين لهدف مع ضياع أضعافهما من الفرص السانحة وكادت أن تضيع البطاقة في ظل عدم القدرة على إدارة اللحظات الأخيرة
الكرة كانت في متناول لاعبي الهلال وتشتيتها لملعب المنافس كفيل بانقضاء الوقت المتبقي لكن لاعب الوسط الأزرق أراد تمرير الكرة للظهير لكنه أرسلها لخارج الملعب لتصبح رمية تماس لعبها المنافسون رمية طويلة كفرصة أخيرة قد ينتج منها هدف قتل الأحلام الزرقاء
مثل هذه (الجزئيات البسيطة) هي التي ترسم ملامح البطولة وتحددها في كثير من المباريات وكثير من الفرق تلعب عليها ومنها تستطيع تحقيق ما تصبو إليه
والوقوع في مثل هذه الأخطاء وتكرارها فبسببها فقد الهلال ثلاث نقاط في مباراتي الجزيرة وبختاكور كانت ستحسم تأهله مبكراً وفي صدارة المجموعة أيضاً وهي بلا شك مسؤولية مشتركة بين الجهازين الإداري والفني مع اللاعبين الذين يقع عليهم الجزء الأكبر من المسؤولية خصوصاً لاعبي الخبرة فالحضور والذهني والتركيز وهدوء الأعصاب والثقة بالنفس وبالرفاق عوامل لابد من توافرها واستثمارها.
الهاء الرابعة
المرتجـي مـن خالـق الناس ماضاع
والمـرتجي رزقٍ مـن النـاس ضايـع
لا تشتكي للناس من ضيق الأوجاع
أكسب غنى نفسك ولـو نمت جايـع