|


فهد الروقي
(التعاطي غير التعاطي)
2016-03-07

من العدل والمساواة أن تطبق الأحكام على الجميع بما فيها الأحكام الإعلامية خصوصا عندما يتعلق الأمر بقيم ومباديء راسخة تمثل جزءا من كينونة المجتمع حتى لا يمتد التأثير السلبي لبقية شرائحه خصوصا فئة النشء في كرة القدم قد نختلف في الميول وقد تدفعنا العاطفة للاختلاف في تقدير حالتين متشابهتين من قانون صافرة التحكيم أو الانفعالات السلوكية من اللاعبين أو غيرهم لاعتبارات عديدة لعل من أهمها تدرج الحالات بين الوضوح والغموض وبين الثبوت وعدمه لكن من المعيب جدا أن نختلف في الرواسخ من العلم والقيم
من أهم الرواسخ قضية تعاطي المنشطات خاصة عندما تكون المادة المحظورة من عينة (الامفيتامين) التي لا تستخدم طبيا و هي مادة مخدرة في خارج إطار الرياضة تعتبر محرمة شرعا وقانونا يعاقب عليها الشرع والقانون..
قبل فترة ليست بالقصيرة ظهرت عينة إيجابية للاعب محمد نور وبدلا من أن يظهر الإعلام مهنيته ويستشعر مسؤوليته الرسمية والأخلاقية ويستنكر هذا الثبوت خصوصا وأن لجنة المنشطات دقيقة جدا في تعاملاتها ونسبة الخطأ لديها ولدى قريناتها على مستوى العالم (صفر) فهي مرتبطة بالمنظمة الدولية الأم (الوادا) رأينا العجب العجاب ومحاولات التضليل المستمرة من برامج تلفزيونية وقنوات متخصصة وصحف وكتاب وبرامج تواصل اجتماعي حتى وصلت لدرجة الكذب المبين حينما استضافوا بعضا من المتردية والنطيحة للتمرير على العامة بأن المادة المحظورة تتواجد في العديد من الأدوية المستخدمة في غالب المنازل كـ (الفكس)
بالأمس ظهرت عينة إيجابية للاعب الخليج حسين التركي وهي نفس المادة التي وجدت في حالة نور وأعلنت لجنة المنشطات إيقاف اللاعب لأربع سنوات وهي نفس مدة عقاب نور
لكن المختلف هو التعاطي الإعلامي حيث اختفت حملات التشكيك في اللجنة ورجالها ولم نشاهد كرنفالات تلميع فاخرة وستمر الأمور بسلام تام..
وقد يقول قائل بأن جماهبرية اللاعب الأول الطاغية وكونه أحد أساطير الكرة السعودية سبب في الضجة وقد يقبل هذا الكلام لو أن الضجة كانت من باب الاستنكار.
إذا العملية كانت (تعاطيا) وهنا لابد أن تظهر الأمور على حقيقتها ويستنكر الفعل بغض النظر عن فاعله لكن ما اختلف هو (التعاطي) الإعلامي في ساحة غريبة الأطوار أحيانا!

الهاء الرابعة
‏كفنت بالضلع الأيسر كل زلة رفيـق
‏ودفنتها ما تركت إلا شـذى طيبها
‏خلك مع الناس لا متكلف ولا دقيق
‏طيات الأيام مدري وش ورى غيبها