بين زائرة صديقي القديم أبي الطيب المتنبي وزائرتي تناقض جزئي وحيوي؛ فزائرته (حيائية) لا تزوره إلا ليلاً عندما يهجع لفراشه بعيداً عن أعين الناس في حين أن زائرتي (منزوعة الحياء) فهي تحضر في كل الأوقات ولا تعنيها أعين المارة أو الأقارب والأصدقاء
وفي الوقت الذي يجتهد فيه صديقي في مخدعه ببذل المطارف والحشايا ترحيباً بالزائرة كنت أبذل ما لذ وطاب من المشروبات الساخنة حتى بت أشعر بأنني عبارة عن (زنجبيل مبشور).
ولأنني ممن يعشق إرث الأجداد ولا تغريني مظاهر الحياة المادية كثيراً فقد قررت بعد أن استنفذت كل السبل المتاحة أن أطرد (الضيفة الثقيلة) رغم حزني العميق لكسر عادة الأجداد في الاحتفاء بالضيف وكان عزائي الوحيد أن طريقة الطرد جاءت وفق نصيحة قديمة من موروثنا العتيق فقد لمعت في رأسي فجأة قاعدة (وداوها بالتي كانت هي الداء).
وعلى الفور توجهت (للوجار) وأشعلت حطب السمر رغم أن الوقت لم يكن وقت (سمر) فبالكاد كاد قرص الشمس أن يتوارى عن أرضنا ويذهب لقوم آخرين لا أعلم هل في أرضهم زائرات مزعجات أم لا؟
بدأت ألسنة اللهب تتراقص ذات اليمين وذات الشمال وبقيت منصتاً
لصوت استغاثة يصدر من بينها معجب بالفقرة الفنية وكان ذلك آخر عهدي بنفسي فلم استيقظ إلا على سرير أبيض ناعم وفي يدي أنابيب شفافة يسير فيها سائل شفاف ويسكن في جسدي كأنه ثعبان وجل
وهناك امرأة ليست كباقي نسائنا وبجوارها صديق جديد لا يمت بصلة لأبي الطيب وهو ليس بأبي الشرير وبعد برهة ليست بالطويلة حضر رجل يرتدي البياض كأنه جبل جليدي يكسوه الثلج من قمته حتى قاعه
ابتسم لي ابتسامة باردة ثم قال ما بك يا صديقي وماذا حدث لك:
(قلت له أنا رجل أعشق كرة القدم حتى الثمالة وأتابع أدق تفاصيلها بهدف المتعة والترويح عن النفس لكن نفسي "انسدت" بعد وقعت كرتنا ضحية بين اتحاد عيد ولجانه وآخرها لجنة الانضباط.
أيها الطبيب الحاذق هل تعرف البابطين؟
أشار برأسه بالنفي.
هل تعرف أحمد عيد؟
كرر نفس الإشارة.
قلت الثاني أحضر الأول على أنه (عون) لكن الأول أصبح على الثاني (فرعون).
هنا وضع صديقي يده على فمي وقال يا دكتور أعطنا حقنة مسكنة فما زال الهذيان ساري المفعول.
الهاء الرابعة
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
فرشت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
وفي الوقت الذي يجتهد فيه صديقي في مخدعه ببذل المطارف والحشايا ترحيباً بالزائرة كنت أبذل ما لذ وطاب من المشروبات الساخنة حتى بت أشعر بأنني عبارة عن (زنجبيل مبشور).
ولأنني ممن يعشق إرث الأجداد ولا تغريني مظاهر الحياة المادية كثيراً فقد قررت بعد أن استنفذت كل السبل المتاحة أن أطرد (الضيفة الثقيلة) رغم حزني العميق لكسر عادة الأجداد في الاحتفاء بالضيف وكان عزائي الوحيد أن طريقة الطرد جاءت وفق نصيحة قديمة من موروثنا العتيق فقد لمعت في رأسي فجأة قاعدة (وداوها بالتي كانت هي الداء).
وعلى الفور توجهت (للوجار) وأشعلت حطب السمر رغم أن الوقت لم يكن وقت (سمر) فبالكاد كاد قرص الشمس أن يتوارى عن أرضنا ويذهب لقوم آخرين لا أعلم هل في أرضهم زائرات مزعجات أم لا؟
بدأت ألسنة اللهب تتراقص ذات اليمين وذات الشمال وبقيت منصتاً
لصوت استغاثة يصدر من بينها معجب بالفقرة الفنية وكان ذلك آخر عهدي بنفسي فلم استيقظ إلا على سرير أبيض ناعم وفي يدي أنابيب شفافة يسير فيها سائل شفاف ويسكن في جسدي كأنه ثعبان وجل
وهناك امرأة ليست كباقي نسائنا وبجوارها صديق جديد لا يمت بصلة لأبي الطيب وهو ليس بأبي الشرير وبعد برهة ليست بالطويلة حضر رجل يرتدي البياض كأنه جبل جليدي يكسوه الثلج من قمته حتى قاعه
ابتسم لي ابتسامة باردة ثم قال ما بك يا صديقي وماذا حدث لك:
(قلت له أنا رجل أعشق كرة القدم حتى الثمالة وأتابع أدق تفاصيلها بهدف المتعة والترويح عن النفس لكن نفسي "انسدت" بعد وقعت كرتنا ضحية بين اتحاد عيد ولجانه وآخرها لجنة الانضباط.
أيها الطبيب الحاذق هل تعرف البابطين؟
أشار برأسه بالنفي.
هل تعرف أحمد عيد؟
كرر نفس الإشارة.
قلت الثاني أحضر الأول على أنه (عون) لكن الأول أصبح على الثاني (فرعون).
هنا وضع صديقي يده على فمي وقال يا دكتور أعطنا حقنة مسكنة فما زال الهذيان ساري المفعول.
الهاء الرابعة
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
فرشت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي