|


فهد الروقي
البطل المزيف
2015-05-14
قبل تسع سنوات جاء على معظم السعوديين يوم أسود سمي آنذاك (الثلاثاء الأسود) بعد أن هبط سوق الأسهم لمعدلات متدنية جدا وهو الذي ارتفع فجأة متخطياً نقاط مقاومة حتى وصل لأرقام فلكية، وكأن الارتفاع والهبوط عمل مدروس ومخطط له بعناية فائقة بدليل أن ضحايا الهبوط المساهمين الصغار الذين لا يملكون الخبرة ولا الدراية ولا الدهاء وجلهم اقترض أو باع شيئا من أملاكه أو استدان بعد أن أغرتهم الأرباح الكبيرة حتى من شركات (الخشاش) والقصص الحزينة في هذا الجانب كثيرة جدا تدمي القلب وتجري الدمع من المحاجر بعض ضحايا لم يحتمل الإفلاس فتوقف قلبه ومات أو أصيب بعاهات مستديمة.
في المقابل من استفاد هم (الهوامير) فلم نسمع عن أحد منهم بأنه أفلس أو تعرض لأذى نفسي أو بدني.
هذا اليوم عاد مطلع هذا الأسبوع حيث ثبت بما لا يدع مجالا للشك والريبة بأن يوم الأحد الماضي الذي تحدد فيه بطل الدوري بأنه (الأحد الأسود)، وكانت عوامل تحقيق اللقب ليست فنية فتكرر بالتالي الحكم الخاطئ كما وقع مع (شركات الخشاش) بل هي عوامل (لوجستية) صرفة أولها مساعدة (لجان) وكان من المفروض أن يكون يوم التتويج هو يوم خروج تصريح (الإنذار الأخير) لكن الساحة لم تستوعب ذلك في حينه ولا أعلم هل استوعبت الآن؟
ثانيها مساعدة من رجال التحكيم المحليين والأجانب خصوصاً في المباريات المفصلية فشاهدنا منهم العجب العجاب بل وصل الأمر بهم للغرائب، فالمهاجم يمسك بالكرة خارج الصندوق والحكم يحتسب له ضربة جزاء رغم عدم وجود أحد بالصندوق حتى من المدافعين
ثم حرية إدارية وإعلامية سيطرت على كل شيء فأصبحت تفعل ما تريد في ظل غياب العدل والمساواة، فالرئيس يدخل المعشبات الخضراء يهاجم الحكام ويرعبهم ويقتحم غرفهم فتغيب التقارير وتكتب حسب ما يملى على كاتبها وإعلام مرئي يعرض ما يناسب طرفا واحدا ويضخم ما على منافسيه.
إن وقائع الأقوياء تثبت أن (البطل المزيف) لم يكن يستحق البطولة، فصاحب المركز الثاني هزمه ذهابا وإيابا والأخيرة برباعية ولا أذكر بطلا للدوري لدينا خير في موسم تتويجه بالأربعة وصاحب المركز الثالث لم يستطع الفوز عليه سوى بهدف يتيم في كل نزال، ففي الدور الأول حرم الخاسر من ضربة جزاء أوضح من التي حسبت له وطرد على إثرها مدافع وفي نزال الدور الثاني سجل هدفا غير شرعي ومن تسلل يشاهده من يعاني من العشى الليلي وحرم منافسه من ضربة جزاء وطرد منه ثلاثة لاعبين.
وفي آسيا حيث صراع العمالقة تأهل صاحبا المركزين الثاني والثالث متصدرين لمجموعتيهما وخرج هو من الباب الخلفي كما يخرج الصغار.
فعن أي بطل يتكلمون؟

الهاء الرابعة
من عادتي أدوس درب الهوى دوس
ألعب على المكشوف وأكشف سواده
من مدلي يمناه مديت له قوس
ومن صد عني عفت شوفة بلاده