|


فهد الروقي
(من عجائب الأصفر)
2015-05-07
غريب أمر كثير من النصراويين ـ طبيعي ليس الجميع لكن عدد كبير ـ حينما يمارسون المثل العربي القديم (رمتني بدائها وانسلت) مع الهلال فهم ومنذ عقود من الزمن يحاربون زعيم القارة ضد كل المنافسين سواء محليين أو من خارج حدود الوطن لا يعنيهم من أي مكان ولا اسم ولا شكل ولا لون يكتفون بأنه خصم الهلال وهذا سبب وجيه لديهم ولا يترفعون عن أي أسلوب استخدموه بل إن كل شرائحهم شاركوا في الحرب العلنية فقام أعضاء شرف ورؤساء وأعضاء مجلس إدارات وإعلاميون ولاعبون وجماهير بهذا الفعل واعتبروا ما يفعلون ليس له صلة بالوطنية وهذا صحيح، فطبيعي أن النصراوي لا يتمنى فوز الهلال حتى في مناورة، والهلالي كذلك يفعل مع النصر لكن ما ضرهم لو أنهم تركوا هذه الأماني خلف أقفاص القلوب فإخراجها غير مفيد ولا مجد، بل يتسبب في التنافر والبغضاء اللذين يجب ألا يكونا بين أبناء الوطن الواحد.
لقد كانوا يرون في ممارسة هذه الحرب زعزعة لكبير القارة وتشتيتاً له حتى لا ينعم بالهدوء فيمارس التهام البطولات وزيادة رصيده منها فهو لا يشتكي من تخمة حتى وإن حقق ستاً منها في عام واحد كرقم قياسي وأخطر تلك البطولات دوري أبطال آسيا، فبزعمهم أن هذا المنجز سيقضي على أكذوبة القرن المسماة (العالمية)، ولو أن مجرد المشاركة في بطولة عالمية تعطي للمشارك الصفة لأصبح منتخب (إندونيسيا) منتخباً عالمياً فهو سبق أن شارك في كأس العالم.
لقد مارس النصراويون كل سبل محاربة الهلال في تصاريحهم وأفعالهم ومن كل فئاتهم فاستقبلوا خصوم الهلال في المدرجات وملؤوا الفضاء دعماً له وحضروا لمدرجاتهم يتوشحون شعارات فريقهم، بل لبسوا ملابسهم وشاركوا في منتدياتهم وأقاموا الاحتفالات بخسائر الهلال وتفاخروا بها فنحروا الإبل وأقاموا الولائم حتى أصبحت خسائره مصدر فرح آخر لهم لا يقل أهمية عن فوز فريقهم بالبطولات بعد سنوات عجاف.
الآن وبعد أن شاهد الجميع بأن الهلاليين لم يمارسوا معهم العبث الطفولي نفسه في مشاركتهم الخارجية حاولوا جاهدين إظهار عكس ذلك واستعانوا بمعرفات وهمية قليلة جداً لا يعرف من وراءها بل إن بعضهم شارك في (وسم تويتري) يدعم نادي لخويا القطري مدعياً بأن هلاليين أسسوا هذا الهاشتاق متغافلاً عن أنه تأسس قبل ثلاث سنوات من قبل بعض النصراويين دعماً لذات النادي عندما حضر كخصم للهلال ولا أغبى من شخص يكذب الكذبة ثم بعد زمن يصدقها.

الهاء الرابعة
أكثر العربان ذا الوقت لا تبحث خفاه
خـله مجمّل وكـل الـعلوم مـجمّله
وإن تبيّن فالمواجيب طيبه من رداه
إن تمرجـل سايره وإن تـردى هـمّله