|


فهد الروقي
تغريبة بني هلال
2015-02-05

رجل ثري تعرض لوعكة صحية بسيطة لكن حب ذويه الفارط جعلهم يشعرون بأنه مصاب بمرض عضال وأنه الآن يعيش في فترة (الاحتضار) بل إنهم تصوروا أن (سعاله) جرس إنذار وصوروها على أنها حشرجة الروح

حاول الأطباء جاهدين توضيح الحقيقة لذويه الغاضبين والمتوترين لكنهم لم يفلحوا فكلما أظهروا لهم حقيقة علمية تثبت بأن الرجل الوقور مازال قويا وما يتعرض له مجرد وعكة عابرة جراء إرهاق كبير تعرض له في الفترة القريبة الماضية إذ كان يخطط لمشروع تجاري ضخم ويسعى للظفر بمناقصته واجتهد وتعب كثيرا للحصول عليه لكن منافسه الأجنبي نجح في كسب المناقصة بطرق غير شرعية؛ لذا فإن الرجل الوقور يعاني من إرهاق كبير ومن تعب نفسي كبير فقد كان المشروع أشبه بحلم العمر وقد عزم الأمر على الظفر به في قادم الأيام متى دامت نعم الله عليه واستمرت الصحة والشباب اللتان ينعم بهما

محاولات الأطباء لم تجدي نفعا مع الأقارب فهم خائفون عليه جدا ومتوترون لأجل ذلك وغاضبون من أشياء كثيرة ولأنه قريب حبيب تزداد حالة الغضب مع كل عارض يتعرض له لكن الغضب داء الخطير فمعه يغيب المنطق والفكر

بدليل أن الأقارب تجاهلوا حديث الأطباء العلمي وباتوا يأخذون بكلام إما ( ممرضين ) فاشلين يرغبون في كسب رضاهم أو من أطباء بشهادات مزورة بهدف التغرير بهم لأنهم ينتمون للمنافسين ولا يرغبون بعيش الرجل القوي ولا يستطيعون عليه لقوة وعصبة أقاربه فوجدوا أن أفضل طريقة للنيل من الرجل الثري هو بتسليط أقاربه عليه مستغلين حبهم القاتل له فقد قيل ( من الحب ما قتل ) ولأن أولئك المزيفون يبرعون في الغش والتدليس والتضليل فقد سعوا من خلال الأطباء المزيفين في نشر إشاعات كثيرة حول صحة الرجل القوي وتصوير حاله بأنه في (مرض الموت) من أجل أن يظفر قريبهم (الفقير) بقدره ومكانته ولأنهم بارعون في المكر فقد سعوا لخلق خلاف بين أقارب (الكبير) وتصوير بأن السبب في ذلك حبهم (للميراث الكبير) ففي خزائنه مالذ وطاب من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة

هؤلاء المزيفون مازالوا يرقصون على جراح الثري الناتجة عن الوعكة البسيطة ولا يرغبون في شفاءه والأقارب المحبون مازالوا حائرون فالغضب يسيطر عليهم ولم يستوعبوا بعد أن خير وسيلة للنهوض بحبيبهم وقريبهم الالتفاف حوله والشد من عضده حتى وإن غضبوا من بعض أبناءه أو من بعض المقيمين العاملين في شركته