الدكتور عبدالرزاق أبو داوود رياضي صميم بدأ رحلته مع كرة القدم منذ مايقارب من نصف قرن تقريباً - اللهم أمده بالصحة والعافية - لاعباً فذاً وقائداً مميزاً في صفوف النادي الأهلي والمنتخب الوطني وحينما اعتزل لم تخسر كرة القدم السعودية فقد استمر في المجال الإداري عبر النادي الراقي حتى وصل لدفة القيادة وفي فترة رئاسته حقق الفريق آخر لقب للدوري قبل أكثر من ثلاثين سنة ومنذ ذلك الحين والأهلي يدور في حلقة مفرغة
في حين واصل الدكتور أبو داوود تواجده في الساحة الكروية والإعلامية حتى وصل مع انتخابات اتحاد القدم التي أقيمت لأول مرة كعضو جمعية عمومية من خلال (اللاعبين) وهناك أقاويل تشير إلى أن دوره في الانتخابات كان أكبر من كونه مشارك في فئة اللاعبين القدامى حيث أنها أكدت بأنه كان المشرف العام على (ملف عيد الانتخابي) ويدعم أصحاب هذه الأخبار أخبارهم بشواهد حية فهو وحتى الآن يستلم عدد كبير من المناصب فهو عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم
وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد السعودي
ورئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية
والمشرف العام على المنتخبات السعودية
ورئيس لجنة توثيق البطولات السعودية هذا بالإضافة إلى عمله الرسمي محاضراً في جامعة المؤسس عدا ارتباطاته الأسرية والخاصة وليس له مني سوى القول (ما شاء الله تبارك الله داعياً المولى أن يعينه على تأدية كل الأعمال المناطة به وأن يوفقه للصواب ويدله عليه) مع يقيني بأنه من الأجدر والأنفع أن تتوزع المهام بين كثير من الأسماء ومن الصعوبة جداً أن يحيط الدكتور بكل هذه المهام خصوصاً وأن مقر الاتحاد في الرياض وسكن الدكتور أبو داوود في جدة وقضية التنقلات هذه (حكاية أخرى)
هذا من جانب ومن جانب آخر مادعاني لكتابة هذه الأحرف هو الحديث الذي أدلى به للزميل وليد الفراج في البرنامج الناجح (أكشن يادوري) وفيه طرح رأياً غريباً بشأن عدد المحترفين الأجانب وطالب بأن يكون اللاعب الأجنبي (مفيداً للاعب السعودي ولا يأخذ مكانه)
لقد صعقني رأيه وحاولت أن أمرره لكن دون جدوى والغريب أنه ارجع سوء وضع المنتخب السعودي لهذا السبب أو أن وجودهم بكثرة ساهم في ذلك
وهذا الرأي يشبه رأي من يعترض على استيراد السيارات بحجة أنها تستخدم (للتفحيط) متناسياً كل الفوائد لها بل ومتجاوزا عن سبب وجودها الأصلي والرئيس
اللاعب الأجنبي وجوده وبنفس العدد أو أكثر فائدة كبيرة سواء للأندية أو للاعبين ولا يلغي هذه الفائدة إخفاق إدارات الأندية في اختيار العنصر الأجنبي المفيد ثم أن عملية الاختيار (معقدة) فقد يحضر ناد لاعب مميز لكنه لا ينجح وقد يحضر ناد منافس لاعب مغمور لكنه ينجح ولنا في قصة (تيري هنري) العبرة فهذا اللاعب صنف في جوفنتوس الإيطالي على أنه من أسوأ الصفقات في تاريخ النادي فأسقط من كشوفاته وعلى الفور ذهب لأرسنال الإنجليزي وأصبح رمزاً هناك ومن أفضل اللاعبين الذين مروا في تاريخه
ثم إن الأندية في الأساس تبحث عن المحترفين بحسب (حاجة الفريق) ولا يمكن لنادي يكون لديه قلباً دفاع محليين مميزين أن يحضر مدافع أجنبي ولا يمكن لفريق يضم بين جنباته هدافين بارعين أن يحضر مهاجماً أجنبياً وهكذا
وبالمناسبة في ألمانيا مثلا - حالياً لديها أفضل منتخب في العالم - عدد اللاعبين الألمان في كل فريق غير محدد بمعنى وبما أن اللاعب الأوربي لا يعتبر أجنبياً وبما أنه يسمح بتسجيل ستة لاعبين من خارج القارة العجوز ولا يحملون جوازاً أوربياً أن لا يكون في قائمة الفريق الألماني ولا لاعب ألماني ولم يؤثر ذلك على منتخبهم لأن اتحاد بلدهم يملك خطط تطوير للمنتخبات الألمانية من البراعم بعيدة المدى والإستراتيجية وهذا يادكتور سبب ضعف المنتخبات السعودية فمن يشرف عليها إدارياً لا يملك الفكر والقدرة وليس عدد المحترفين الأجانب القليل مقارنة بكل الدول المتقدمة كروياً بل ومقارنة بعدد اللاعبين المحليين المسجلين في قائمة الفرق لدينا
الهاء الرابعة
الهرج واجد والنوايا مطايا
وكُـلٌ حَسبُ تَفكيـره يُعامِل النَّاس
ناسٌ مظاهرها بعكس الخفايا
وناسٌ على وضح النقا تَرفع الرأس