لن آتي بجديد أو أكشف سراً حينما أقول لكم (إنني لا أرغب في الحديث نهائياً) لأنني محاط بأمرين أولاهما أن مفردات اللغة وحروفها الأبجدية عاجزة عن صنع مفردة تليق بعقد الهلال وتتزين به كما تتزين اللوحة الجميلة بباقة من الزهر ثم أن (الصمت في حرم الهلال جمال)
حينما تريد أن تعرف الهلال فقل إنه زعامة زرقاء على قارة صفراء وحينما تريد أن تصف اكتساحه لغريمه الشقيق فخذ معك مشرط جراح بدلاً من المحبرة والدواة وحق لك أن تقول بأن (العين) أصيبت بالماء (الأزرق) ثم بالماء (الأبيض) وقد غرقت في (الموج) وهي التي تكتفي ب (قطرة) حتى وإن كانت في (القطارة)
أعلم أنه شوط انتهى وبقي شوط آخر لا يقل سخونة عن الأول ف (العين الساخنة) تثبت بأن (العين حق) وأعلم أن المستديرة الصغيرة ليس لها أمان فموقعة (الغرافة) مازالت في الأذهان مع ثقتي في (الروماني) الذي يجيد اللعب على الجزئيات البسيطة ويحسب لكل الاحتمالات حساباً في زمن كان (المتغطرس) قد خاض لقاء المباراة العجيبة بقلب دفاع جديد و(معطوب ركبته) وبمحور واحد منقطع منذ زمن فكان درساً مع الصعوبة على (بني هلال) نسيانه
لكنني مع علمي السابق لم أتطرق للموقعة الختامية ولم أشر بأن الهلال تأهل لها ولم أعتبر مباراة الرد تحصيل حاصل بل أؤكد على صعوبتها والحذر في التعامل معها وكل ما فعلته أعلاه (مجرد الصمت) فالصمت في حرم الهلال جمال
ولأن الصمت رحلة (حكي) ولها
بداية ونهاية فإنها ستنطلق من الزعماء الذين (أبهروا) القارة ب( تيفو) على أعلى طراز وامتداد لسلسة من الإبهار فما زال للأمل بقية حتى أن (النجمة السوداء) في قائمة البنفسج نظر ثم انبهر وتحدث بعينين لامعتين وشفتين مبهورتين (أووووه بيرفكت) وقد أكدوا أيضاً بأنهم أصحاب الحضور الأكبر على مستوى القارة وبلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل ثم إنهم قاموا بأدوار لا تقارن بالكثافة فهم أصبحوا (المدرب) بتوجيهات جماعية يطلقونها تزيد من قوة الزعيم وتكشف نقاط ضعف الغريم وعندما يحدث في الفريق (هزة) كانوا بمثابة الفولاذ الذي يسنده حتى لا يسقط
ثم ماذا؟ شوط أول للنسيان لكنه قبل أن يأفل أعطانا (البشارة) ثم رحل ببينية سريعة بين الزلزال ونيفيز تنتهي في (القائم) ليأتي الشوط الثاني وفي عشر دقائق فقط هدر الموج الأزرق بعد انفجار زلزال (تسونامي) ليغرق شواطيء الراحة ثم كرة أخرى من فكر وصناعة (الزوري) لناصر ثم يتواصل القصف العنيف بانفرادة من (العابد) سجد لله بعدها بعدما تحصل على ضربة جزاء مستحقة وإقصاء لحامي العرين لكن (نيفيز) أهدرها بتسديدة غريبة بعدها شعر بالندم ووضع يده على وجهه حياء من العشاق (الزرق) ليصرخ أحدهم بجانبي (لابد يعوضها أبو كارولينا) وبمجرد أن صمت عن عبارته كان التعويض استثماراً لجهود ناصر وتحركاته وصناعته
الهلال ياسادة خرج بمكتسبات مهمة أبرزها الأهداف الثلاثة وبشباك نظيفة ودون إصابات - لله الحمد - ولا غيابات وواصل السديري تحطيم الأرقام القياسية بالمحافظة على شباكه لثامن مباراة على التوالي واستعاد نجميه الرائعين العابد والزوري وعاد ناصر لممارسة هواية تمزيق شباك المنافسين ونجح في إعادة صياغة (الخبير كريري) الذي ألغى شيء يسمى مصدر خطر العين (عموري) كما نجح (كتلة الحماس ديقاو) في فرض هيمنة كبيرة على الخطير (جيان)
في الختام اعذروني على (صمتي المطبق) فقد فاز الهلال ونامت (العين)
الهاء الرابعة
يا مرحباً ما تساق إلا على الغالي
ياعيال زايد غلاكم عندنا واجب
العين قدر" لكم والحاجب هلالي
والعين يالعين ماتعلا على الحاجب