ابتعاد الأهلي عن بطولة الدوري لسنوات طويلة جدا تتجاوز أعمار بعض من (ينفخون) في القربة الخضراء (المشقوقة) جعلهم دون وعي أو إدراك يواصلون النفخ حتى بحت أصواتهم وانقطعت أنفاسهم وفقدوا الثقة في الطريق المؤدي للمنجز لكن وبدلا من التعاطي بواقعية مع مجريات الأحداث والبحث عن سبب الإخفاقات المتتالية والواضحة وضوح الشمس في أجواء جزيرة العرب هذه الأيام تحديدا حيث يفشل الراقي بشكل متواصل في صناعة فريق بطل صاحب نفس طويل قادر على مقارعة الأبطال وبمجرد أن ينجح في مرحلة ما حتى يعود مرة أخرى لنقطة الصفر ولكم في الفريق الذي وصل لنهائي دوري الأبطال خير مثال، فبدلا من المحافظة على الفريق وعلى تماسكه وتدعيمه بتوازن سواء بأسماء أجنبية أو محلية تم (تفريغ) الفريق من مصادر قوته بدءا من الجهاز الفني مرورا بكثير من الأسماء المحلية ثم أن هناك ظاهرة أهلاوية لم يبحث الإعلام الأخضر (الضعيف) في مواجهتها والتصدي لها والمتمثلة في سرعة بروز النجوم الواعدة في الفريق لكنها تبدأ في التلاشي التدريجي حتى ينتهوا في مقاعد الاحتياط أو خارج أسوار النادي كما حدث مع مالك معاذ ومحمد مسعد وياسر المسيليم وغيرهم الكثير وقريبا ربما نشاهد منصور الحربي ومصطفى بصاص حيث بدأ وهجهما في الأفول التدريجي رغم البداية القوية.
الثقافة الخضراء التي من أبرز ملامحها العجز عن المحافظة على الفريق البطل بعد صناعته لم يملك الإعلام الأخضر في غالبية أفراده الجرأة على وضع يده على الأسباب الحقيقية ومن المتسببين في ذلك لكنهم امتلكوا الشجاعة في محاكاة الثقافة الصفراء بالاحتكاك بالهلال ومزاحمته إعلاميا وجماهيريا والاستفادة من كمية الوهج الناتجة من وجود اسم (الزعيم الملكي)
وهذه للأمانة (حركة ذكية) على اعتبار أن كل الأندية تدرك حجمها الطبيعي أمام الهلال ولا مجال للمقارنة بين أحد منها به على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات مع أن هذه النقطة تحتاج لإسهاب كبير لكنني سأقتصر حاليا على تهنئة بعض إعلاميي الأهلي بقدرتهم على استغلال مباراة الفريقين هذا المساء ونجاحهم بوضع فريقهم في مقارنة مع الهلال حتى وإن كانت مقارنة ظالمة.
الهاء الرابعة
تمضي سنين العمر وتقل الأصحاب
والآدمي ربحه بالايام خافي
أشياء تشد أعصاب وتريح أعصاب
والعمر مايبقى على طول صافي