في ليلة لقاء العودة بين الهلال والسد القطري زرت المعسكر الأزرق في وقت متأخر برفقة الصديق لؤي الحميداني عضو الشرف الهلالي في مهمة بحث عسيرة بل وشبه مستحيلة للحصول على تذاكر لثلاثة من الأصدقاء قدموا لقطر من منطقة تبعد أكثر من ألف كيلو وقد ألحوا علي كثيرا ولم أستطع أن أعتذر.
عندما وصلنا لمقر سكن البعثة توجهنا مباشرة لرئيس البعثة ونائب رئيس الهلال محمد الحميداني وبعد تقديم واجب الضيافة وقبل أن أشرع في الحديث عن الأمر الذي جئت من أجله حضر منسق الفريق فهد المديد وتحدث مع نائب الرئيس وألح عليه حتى وصل الكلام واضحا لكل الموجودين وهم من إدارة الفريق حيث أخبره أنه في هذا الوقت المتأخر من الليل حضرت امرأة طاعنة في السن ومن ذوي الاحتياجات الخاصة على كرس متحرك برفقة أبنائها الستة وجميعهم دون سن الرشد وترغب في الحصول على ست تذاكر لفلذات كبدها وأنها لم تحضر إلى سكن الفريق إلا بعد أن تقطعت بها السبل وظلت لساعات طويلة وبعد سفر بري وأظنها قدمت من المناطق القريبة من الشقيقة قطر تجوب شوارع الدوحة من وإلى ملعب المباراة لعلها تجد تذاكر مطروحة للبيع حتى دب اليأس إلى نفسها لكنها مع إصرار صغارها قررت خوض المحاولة الأخيرة
وحينما انتهى المتحدث عم صمت عجيب الصالة لم يقطعه سوى وقوف مدير الكرة فهد المفرج الذي رغب في الذهاب إلى حيث توجد المرأة المقعدة وصغارها لكن نائب الرئيس استوقفه ثم أخرج من جيبه رزمة تذاكر واستخرج منها ستاً قبل أن يمدها للمفرج ويقول له أعطها للسيدة فمثلها لا يُرد أبدا حتى لو أعطيناها من تذاكرنا الخاصة.
ذهب (الفهدان) ولم يلبثا طويلا ثم عادا وعلامات الارتياح تعلو محياهما وسبب فرحتهما الظاهرة يكمن في الدعاء الحار الذي خرج من قلب السيدة قبل لسانها فقد رفعت يديها للسماء ودعت (يارب وفق الهلال اليوم ودوم ولا تردهم خايبين)
التفت نحوي عضو مجلس الإدارة عبدالكريم الجاسر وقال:(بمثل هذا الدعاء نستبشر خيرا بإذن الله)
لبثت قليلا ثم غادرت وفي الطريق اتصلت بأصدقائي وأخبرتهم القصة وأنني خجلت بعدها أن أحرج الإدارة وأنا أشاهد حرصها على توفير أكبر كمية تذاكر للجماهير الغفيرة التي حضرت.
الهاء الرابعة
ابتسم ترى العمر تحصيل حاصل
كُن سعيد أكثر تكون أكثر وسامه
السلام أسهل أساليب التواصل
وأجمل أنواع السلام الابتسامه