جماهير كرة القدم لم تعد فقط ملحها، ولم تعد أيضاً وقودها، وبدونها تصبح الملاعب أشبه بـ ( المقابر ) تذكروا مباريات حرمت من الجماهير بفعل قرار، حتى ولو كانت بين عملاقين، وتأكدوا أنها بدونهم ستصبح كالطعام دون ملح ( سامج ) وهي ( سامجة )
لقد تجاوز مفهوم الجماهيرية الكروية هذه المفاهيم، وأصبحت (الشريك الأول ) في عالم الاستثمار والمال، فمع الجهمور ولأجله تأتي عقود الرعاية، وبهم تصبح بعض الأندية غنية، وبدونهم يسكن الفقر المدقع أركان من ليس له أنصار ومحبين.
قارنوا حتى على مستوى العالم، قصة الأندية والمال، وخذوا جولة في الذاكرة للتصنيف، وتأكدوا بعد ذلك أن الجمهور يرفع المستويات، ويجبر العثرات، ويجلب البطولات ، ومن يستطع جلبها بدون جمهور لن يستطيع أن يجلب المال؛ فالبطولة تأتي وتذهب، لكن الجماهيرية إذا أتت لا تذهب أبدا.
في كل دول الجوار ( يحسدوننا أو يغبطوننا ) على الجماهير، ويرون أنها مصدر القوة الأول لكرة القدم السعودية، ومحبكم يرى أنها ( ثروة ) لا تقدر بثمن، لكنها وللأسف الشديد ثروة في طريقها للزوال؛ إن استمر الحال على ماهو عليه، حيث انتهاك آدمية المشجع، بدءاً من سوء تنظيم الملاعب قبل المباريات، وعدم وجود الخدمات اللائقة، فلا مطاعم تقدم وجبات شهية نظيفة، ولا مقاصف تقدم الماء والمشروبات الباردة والساخنة المناسبة، ومع ذلك إن قدمتها تقدمها بأسعار مضاعفة، دون حسيب ولا رقيب، ولا تذاكر إلكترونية تسهل الدخول والخروج من الملاعب، ولا طرق بيع وتسويق تقنية تمكن المشجع من الحصول عليها دون معاناة وزحام، ولا ترقيم يمكّنه من ضمان الحصول على مقعده بكل يسر وسهولة، فلا يحضر إلا قبل المباريات بدقائق وليس قبلها بساعات طويلة.
ما جعل الهاءات تتجاوز فوز زعيم القارة على سد قطر، وما حدث قبل وأثناء وبعد اللقاء من أمور مبهجة، إلا سوء الخدمات في الملعب، أولاً بعدم وجود كميات كافية من مياه الشرب، حتى كادت الجماهير أن يدركها العطش، لولا تدخل الإدارة الزرقاء بإصلاح ما يمكن إصلاحه، ثم في طريقة التعامل غير الإنسانية من قبل رجل أمن انهال بالضرب على مشجع صغير اقتحم أرض الميدان، وأخطأ في ذلك، ويستحق عقوبة، عليه لكنه لا يستحق أن تهدر كرامته بهذه الطريقة المخجلة، و ياحر قلباه حين يشاهد والديه ما تعرض له، وهل سيسمحان له مرة أخرى بالحضور.. بل هل سنضمن ألا يكون لكثير من الأباء والأمهات موقف مشدد، دون حضور أبنائهم للملاعب مرة أخرى؟
الهاء الرابعة
لا تاخذ الا هرجة الرأس للرأس
صف الظنون وكل واحد وظرفه
من كثر هرج الناس في غيبة الناس
احيان تكره واحدٍ ماتعرفه