حينما تتكلم لغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل فعلى (صاحب الهوى) أن يقول لنفسه قبل الآخرين (ولا كلمة)، فبالأمس طرح الزميل جستنية رأياً غريباً وغير منطقي البتة حينما حكم بأن جماهير الاتحاد هي الأكثر بناء على عدد الجماهير الحاضرة في أول مباراة في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة ـ هي أول مباراة في تاريخ الاتحاد يحضرها مثل هذا العدد من أنصاره ـ وهذا الحكم أشبه بمن يطالب بانتهاء مباراة بعد الشوط الأول لأن فريقه متقدم بهدفين ولا يلتفت بتميز الفريق المنافس الذي استطاع تسجيل خمسة أهداف في الشوط الثاني وخرج فائزا لكن أقلل من جماهيرية الاتحاد ولن أركن لكون هذه المباراة افتتاحية في ملعب تحفة وهناك من يرغب في مشاهدة الملعب ولكنني أستطيع القول إنه لو استمرت هذه الكثافة لأكثر من ثلاثين عاما فمن المعقول أن نحكم من خلالها لكن من أول مباراة.

وليت الزميل اكتفى بهذا القياس فهو قياس عاطفي الوصول فيه إلى نتيجة صعب جدا لكنه مارس جهلا عظيماً حينما قلل من علم الإحصاء وأنه الطريقة المثلى لقياس العدد في كل المجالات، ثم مارس بعدها فكر المؤامرة حينما لمح إلى دعم الهلال لشركة (زوغبي) الأمريكية، وهي إحدى أهم الشركات العالمية في هذا الاختصاص وهي التي تشرف على استطلاعات الرأي في أهم حدث سياسي في العالم (انتخابات الرئاسة الأمريكية) علما بأن من أحضر الشركة ثلاثة أطراف اثنان من أعضاء شرف النصر أحدهما شريك في الشركة والثالث عضو شرف هلالي ولو أن ذلك هو الاستفتاء الوحيد الذي يثبت أن جماهيرية الهلال تتجاوز المنافسين الثلاثة جميعا لكان من الممكن الطعن فيه لكن جاءت بعده إثباتات علمية أخرى فمجموعة (art) قامت بنفس العمل وجاءت النتائج متطابقة وصرح بذلك عضو شرف اتحادي في المؤتمر الصحفي لتدشين قناة الزعيم وتم إحضار شركة (إبسوس العالمية) وهي منافسة لزوغبي وأشرف على الاستفتاء المهندس عادل عزت وهو عضو شرف أهلاوي وقد كانت النتائج متطابقة تقريباً ولشركة (موبايلي) إحصائيات عدة كان آخرها الموسم الماضي وفيه قفزت نسبة الجماهير الهلالية لـ٥٥٪ من الجماهير السعودية وقد صرح بذلك حمود الغبيني.

والآن أثبتت عقود الرعاية من شركات مملوكة لأعضاء شرف لأندية منافسة للهلال مع بقاء الأندية الأخرى عاما كاملا دون رعاة نفس الأرقام، ولو أردنا اعتبار الحضور الجماهيري هو المقياس فسأورد لكم ترتيب الأندية من حيث الحضور الجماهيري في المواسم الأربعة الأخيرة وفيها كان الهلال الأول في العامين الأولين، ثم وصيفاً في العامين الأخيرين، مقابل أن الاتحاد كان الأول في العام قبل الماضي، والنصر في العام الماضي، وبقي الاتحاد وصيفاً لمرة واحدة والثالث لمرتين وهذا في كامل مباريات الدوري وليس مباراة واحدة فقط.

بقي أن نقول لمن يسوق رأياً يعترض مع المعلومات الصحيحة (ولا كلمة).



الهاء الرابعة

القَلْب الاَبْـيَـض بالزّمَـان الرّمَــادي

يَشْبَه ضَيــاع الْحَـقّ فِي وَقت كَــذَّاب