|


فهد الروقي
يا عزيزي كلنا عنصريون
2014-08-05

مشهد:

مباراة حامية الوطيس بلغ فيها التوتر مبلغا كبيرا وأصبحت الأعصاب قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ثم تأتي حركة مستفزة من طرف لآخر سواء كانوا داخل الملعب أو خارجه أو من المدرجات فيأتي الرد بعبارات عنصرية رغبة من مطلقها للتخفيف عن قلبه المحتقن



مشهد آخر:

الزواج صلة وارتباط وعبادة لكننا حولناه مع تقادم السنين وبعد القرن الأول المثالي أو بعد خير القرون حتى وصل في مجتمعنا الحالي إلى (عقد وهياط وعادة) والعادة تقتضي بأن تراعى تقاليد بالية فيها من الطبقية والتمييز العنصري الشيء الكثير، فالقبائل لا تزوج إلا بعضها، بل إن بعض القبائل تتمايز بين بطون القبيلة ذاتها والأسر تتجنب في الزواج بعض الأسر الأخرى التي تراها أقل مستوى أو أصلا، وقد تناسى الجميع التوجيه الرباني على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم : (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) وقد أصبحنا لا نزوج إلا من نرضى أصله فقط لذا أصبحنا نعيش في فتنة وفساد كبير .



مشهد ثالث:

الصداقة من أهم العلاقات الإنسانية فهي تجمع بين الناس من شتى الأقطار وتقرب الأنفس لبعضها لكننا حولناها لتمييز عنصري، فالسعودي لا يصادق إلا سعوديا أو خليجياً على أقصى الاحتمالات ونحن نصنف الناس على حسب جنسياتهم وهذا تصنيف جديد وغبي في نفس الوقت ومرد التصنيف لأن لدينا (فلوس) وهم ليس لديهم المال الكافي ليبلغوا المستوى الراقي من التمييز الطبقي .



مشهد ختامي:

البدو والحضر: تصنيف قديم مازالت له بقايا من حضور وهو قائم على طريقة عيش قديمة، فالحاضرة تسكن المنازل الطينية في القرى وتعتاش على الفلاحة، والبادية قوم رحل يسكنون في الخيام وبيوت الشعر ويعيشون على تربية الماشية ومع أن الأصول في غالبها واحدة والاختلاف الوحيد في طريقة العيش إلا أننا برعنا في اختلاق وسيلة تمييز طبقي للتفريق بيننا .

كل تلك المشاهد موجودة للأسف بنسب متفاوتة وسبب وجودها أننا بعدنا عن تعاليم ديننا فأصبحنا مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.



الهاء الرابعة

قال تعالى:(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).