أصبحت ساحتنا الرياضية المحلية ساحة ( جاذبة ) لكثير من سكان الساحات الأخرى المجاورة، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في غرف مظلمة مليئة ببيوت العنكبوت، ولم يستطيعوا أن يثروا ساحتهم أو يحدثوا بها تأثيراً.. وبعد أن بلغ بهم الكبر عتيا توجهوا لدينا؛ نظرا لأن الساحة الرياضية غالباً ماتغلي على صفيح ساخن. وما يحدث فيها يجد رواجاً كبيراً وانتشاراً عظيماً، حتى وإن كان مخالفاً للمنطق والأعراف والقيم، مقابل أن يوافق ( الميول ) .
لذا شاهدنا في المواسم الفائتة وخصوصا الأخيرمنها تهافتاً كبيراً من المذيعين والمذيعات، والممثلين والممثلات، والكتَّاب الاجتماعيين والكاتبات، والشعراء والشاعرات، ولو أن الدخول للساحة كان من باب التنوع والإثراء، أو الطرح العقلاني، أو حتى لمجرد إعلان الميول؛ فلا ضير فيه ولا عليه، ولكنه كان دخولاً خاطئا لزيادة الاحتقان وإثارة مزيدٍ من الزوابع فذاك الكويتب الذي يهاجم نادياً سعودياً وينال من شرف منسوبيه ماذا نسمي دخوله ؟ وتلك المذيعة التي تشكك في جهة رسمية حكومية كيف نصنف تهورها ؟ وذلك المنظِّر الذي ينال بألفاظ وقحة من أسطورة سعودية ومدرب وطني.. كيف نتقبل فعلته ؟
ومع أن أولئك يمثلون أنفسهم فقط ولا تتجاوز آرائهم حدود الأنا الشخصية .
لكن المؤلم في الداخلين الجدد، إذا كانوا من العلماء الأفاضل وطلاب العلم الشرعي؛ لأن لهذا الاختصاص هيبة ووقاراً لا تتناسبان إطلاقا مع ساحة الجلد المنفوخ ؛ ثم لأن الساحة أيضاً قائمة على ( التنافس ) المحموم ، وأي إنزلاق مع طرف ضد طرف آخر يعني خطورة عظمى، ولن أدخل في تفاصيلها، ولا تليق بالمكانة العلمية التي وهبها الله للعلماء الأفاضل أن يخرج أحدهم بصورة وهو يرتدي شعاراً لنادٍ معين، بل ومن المؤلم أن يخرج داعية ويُسَمِ فريقاً بأنه نادي الفقراء والمساكين، حتى وإن كان من مشجعيه ، بل وحتى وإن كان التصريح من باب الدعابة، فمثل هذه الأحداث تُستغل من أطرافٍ أخرى لترسيخ مفهوم معين تجاه ذلك النادي أوأي نادٍ آخر.
وأمنياتي القلبية أن يبتعد علماؤنا الأفاضل عن ساحتنا، وأن لا يدخلوا في صراعاتنا، على أن يقتصر الدخول على النصح والإرشاد، وتعزيز الظواهر الإيجابية، ومحاربة الظواهر السلبية، دون تخصيص لأحد ، سواءً بالثناء أوالذم.. ففي ذلك حفظ لمكانتهم ولوقارهم، ووللعلم الذي بين صدورهم ..والله من وراء القصد .
الهاء الرابعة
خلك أبخل رجل في سوق الكلام
وخلك أجبن رجل في طعن القفا
وإن بغيت تكون في راس السنام
إحسب ألف حساب من كلمة أفـا