|


فهد الروقي
كراسة في مهب الريح
2014-07-22

يعتبر النقل التلفزيوني هو ثالث مصادر الدخل للأندية الكروية في كل دول العالم المتقدمة بعد عقود الرعاية أولاً وبيع التذاكر ثانياً وتختلف الدوريات الأوروبية في احتساب مداخيل الأندية من النقل التلفزيوني، ففي أغلب الدوريات وعلى رأسها الدوري الإنجليزي يتعاقد اتحاد الكرة مع قناة ناقلة واحدة ويتم توزيع الدخل على الأندية بحسب موقع الأندية في سلم ترتيب الدوري في الموسم السابق وفي هذا الإجراء عدل بين جميع المتنافسين أو على الأقل الأقرب للعدل وعلى العكس من ذلك يقوم الاتحاد الإسباني بترك الخيار للأندية للتفاوض مع القنوات الفضائية والتوقيع معها حسب الاتفاقيات، لذا يحتكر ريال مدريد وبرشلونة ما نسبته خمسين في المئة من قيمة النقل التلفزيوني وتتوزع نسبة النصف الباقية على بقية الأندية وتستمر بذلك سيطرة الفريقين على أغلب البطولات لارتفاع مداخيلهما عن بقية الأندية فلقد حظي ريال مدريد في الموسم الماضي بحوالي مئة وأربعين مليون يورو وكذلك برشلونة في حين تتراوح بقية الأندية ما بين اثنين وأربعين مليون يورو واثني عشر مليون يورو.

في الدوري السعودي يختلف الوضع كثيرا فليس هناك عدل وليس هناك اقتراب منه ولا ظلم بواح، بل لا يوجد آلية واضحة لتوزيع المداخيل وعمدت رابطة الأندية المحترفة لإقرار نظام غريب بعد احتجاج أندية الوسط وجعلت التوزيع بالتساوي، فبطل الدوري لا يختلف عن الصاعد حديثاً للأضواء إلا بالنزر اليسير والأندية الكبيرة ذات الشعبية الطاغية التي جلبت المستثمر لا تقدر ولا تعطى حقها الذي تستحق وغير طريقة عادلة من وجهة نظري أن يتم التوزيع حسب المراكز في الدوري ففيه تحفيز على مزيد من البذل والتطور وفيه تكريم للمجهود والبطولة ومع ذلك مازالت آلية التفاوض أولاً على النقل التلفزيوني مجهولة وغير شفافة للمتابعين ولمسؤولي الأندية وما زلنا نجهل من الجهة التي بيدها قرار ذلك ولو كان لي من الأمر شيئا فالحل بسيط جدا "كراسة شروط" مستوفية جميع الطلبات التقنية التي تضمن النقل المميز والملائم لأهمية البطولات السعودية تطرح في مناقصة لكل القنوات الفضائية الرسمية والتجارية ومن يقدم العرض الأكبر يظفر بالكعكة، والغريب أن الدوري على وشك الانطلاق ونحن لا نعرف أن كراستنا في مهب الريح.



الهاء الرابعة

لا صام بطنك عن جميع الملذات

احذر لسانك لا يجرح صيامك

خل الحواس تصوم في كل الأوقات

احفظ لسانك يحفظ الله مقامك