|


فهد الروقي
( ليلة عدّت عساها ماتعود )
2014-05-28

بدأت أزمة الهلال التي كادت أن تحدث شرخا في العلاقة الهلالية الهلالية المتميزة منذ سنوات الولادة وحتى الآن، فأصبحت مثلا يحتذى به حتى من المنافسين الذين شهدوا بذلك وأقروا به، والحق ما شهد به الأعداء وصنفوا ذلك بأنه سرّ زعامة الهلال وتفرده، وقد بدأت الشرارة بعد اجتماع أعضاء الشرف قبل أيام من أجل دراسة كثير من ملفات متأخرة وضرورية، من أهمها مصير المدرب سامي الجابر، وقد اتفق المجتمعون على أن يتم البحث عن جهاز فني مميز خلال فترة قصيرة، وإن لم يتم الاتفاق مع أحد فالبقاء لسامي. واستمر الحال بعدها أسبوعا كاملا شهد صراعا كبيرا وشداً وجذباً بين كثير من الزملاء الإعلاميين من مختلف الشرائح والجماهير من كل الميول والفئات، ولاغرابة في ذلك فالنادي هو الهلال والمدرب هو الأسطورة سامي – شاغل الدنيا ومشغل الناس – ولاغرابة في أن هناك من حاول استغلال الحدث، فهم يستغلون هذه الحادثة منذ أكثر من أربعين عاما كمنفذ في اختراق الساحة الزرقاء التي ظلت صامدة طوال هذه السنوات في ظل رجال يختلفون فيما بينهم ويتفقون على حب الهلال دون أن ينشر الغسيل على أسطح وسائل الإعلام كما يفعل الآخرون، وقد كادت محاولات زرع التفرقة بين الهلاليين أن تنجح خصوصا أن الساحة كانت أشبه بحقل ألغام قابل للانفجار في أي لحظة، خصوصا تلك اللحظة الحاسمة التي أصدرت فيها الإدارة بيانها بشأن الاستغناء عن سامي كمدرب للفريق، فثارت الجماهير وبلغ الغضب منتهاه بعد عملية تغذية مستديمة استمرت لأسبوع كامل من بعض الأفراد بدافع سييء، أو من باب عاطفة جياشة لم تستطع الفصل بين سامي اللاعب الأسطورة والإداري المحنك وبين سامي المدرب الذي اتخذ بحقه إجراء طال كل مدربي المعمورة، وهو نظام احترافي متبع حتى في الهلال نفسه، وكان من غير المنطق أن سامي سيستمر للأبد في قيادة الدفة الفنية، بل إنها كانت فرصة سانحة أن يخرج مرفوع الرأس بعد موسم نافس فيه على جل البطولات، وأوصل فريقه للدور ثمن النهائي من دوري أبطال آسيا، ثم إنه التوقيت المناسب للخروج ليسهل عليه إكمال مسيرته وهو قادر عليها ومناسب للهلال لإعطاء الفرصة للمدرب القادم لدراسة الفريق قبل المعسكر بشهر ودخوله وهو يعرف ما يريد معرفته من قدرات اللاعبين ومؤهلاتهم.

استمرت حالة الغضب ساعات وقد خفت حدتها قليلا بعد بيان رئيس هيئة أعضاء الشرف، ثم خفت مرة أخرى بعد المداخلة الهاتفية لرئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد لكنها ماتت بعد تغريدات سامي التي كانت بمثابة الماء البارد على صدر اصطلى بحرارة الشمس والنار مجتمعة، فنسب الأسطورة المجد لرجال الهلال وشكرهم بالاسم، ثم أظهر أن ما حدث هو سنة الحياة وأقفلها برسالة حكيمة لقائد الفريق ياسر، وقبل أن تخلد الجماهير الزرقاء للنوم كتبت على صفحة التاريخ " ليلة عدت عساها ماتعود ولن نسمح بأن يدخل بيننا حاقد وحسود "



الهاء الرابعة

نموت ماعشنا على رزق الذليل

والنفس نجبرها على حب الصبر

لو مانطول التمر في روس النخيل

نموت ماناخذ من الطايح تمر